47_دراما

196 14 10
                                    

.
.
انزلقت انامله على البيانو بانسيابية، ليس بذلك اللحن الهادئ الذي اعتدته منه، حمل طابعاً غريباً و بدا حزيناً بذات الوقت لكنه ابرز طبقاته الصوتية بشكل مثالي، و الكلمات مع الطريقة التي يؤدي بها؟ بدا عاشقاً بالفعل، من كتب هذه الأغنية يعرفه و كل نقاط قوته، تناسبه و كأنها فُصّلت له، جونق إن هذه فرصتك لتبرز.

بجانب كل هذا تلك اللوحة المتحركة من رسم فنان، ناسبه ذاك القميص بشدة و الطريقة التي يرفع بها شعره، سرقني فعدت اتقلب بين حلاوة صوته و سحرِ طلته، لكن حرامٌ علي أن انظر تلك النظرة صحيح؟

تلك العلاقة ثم أنا أتعدى حدودي كاسرة تلك القيود، يجذبني و أنا معه كمن لا عقل لها، أنا أرفض هذا الشعور لكنه يشوشني مؤخراً، جونق إن يشوشني بأفعاله أمذنبة أنا أم هو؟

أخذ نفسي بعيداً عن هذا متذكرة أنه دعاني بالقبيحة قبل بضعة ثوانٍ أضحك قليلاً ثم يسرقني اللحن مجدداً، لو كان فيلكس هنا مثلا ليكسر حدة الجو، هان و أحاديثه المليئة بالسخرية، أي شخص فخلوتي بهِ لا تنفعني.

انخفضت النغمة معلنة عن نهاية الأغنية، صفق لنفسه مذكرني بتشجيعه، ضحكت لأصفق أيضاً
"تشان كتب هذه الأغنية"
نطق هو
"علمت أن عبقرياً كتبها"
أجبت أنا

"إذا هل أنا جيد بما يكفي لأظهر منفرداً؟"
بدا متوتراً من سماع إجابة لا أعلم من السبب بانخفاض ثقته بنفسه إلى ذاك الحد
"أكثر من جيد جونق إن"
ازدادت لمعة عينيه ليبتسم بعفوية
.

خطوتان اخذهما ليشارك الأخرى مجلسها لفته تجنبها لعينيه ليلفظ ممازحاً
"ألستِ تخشين أن أبرز؟ إذا ازدادت شهرتي سأتخلى عنكِ رين"

"اذا حصلتُ على مئة دولار سأبيعكَ و أحصل على اثنان أخرى و أشتري حذاءاً جديداً"
انتحب الآخر بدرامية ليضع كفته على قلبه
"هذا قاسٍ"

"لكن، هل أعادل مئتي دولار بالنسبة لكِ؟ كثير بما يكفي"
طالعت وجهه بحدة ليقهقه بخفة
"تجرأي، أخبريني أنني أقل من هذا"

"عد لغنائك ارجوك، انه الشيء الوحيد الذي تجيده"
أومأ بخفة

"انا أعارض ولكنني أوافق، أنا جيد بالكثير من الأشياء لكن، ليس كافياً لأنني لا أستطيع جعلكِ تضحكين"

حدقت به للحظاتٍ فقط قبل أن يفك ربطة شعرها و يركض بها في الغرفة
"انا جيد في جعلك منزعجة فحسب"
صرخت به الأخرى لتلحق خطواته

"اتركيها، انها لا تناسبك"
صاح هو لترد الأخرى
"و ما دخلك أنت؟"

استسلمت تلك بعد عدة محاولات لم تنجح سوى بجعلهما منهكين، نفث جونق إن تحت انفاسه المتقطعة
" ذلك الوقت.. لما أغمضتِ عينيكِ حينها"

STAFF | ستافحيث تعيش القصص. اكتشف الآن