70_شاي

85 8 14
                                    

.
.

مشاهدة الغروب وأنا أرتشف القهوة مع نفسي هي تجربة أخرى، كأنه موعدٌ غرامي معيّ، يانق جونق إن وأنا

لا أكذّب رغبتي في تواجدها حولي الآن، ترتشف من كوب الشوكولاتة الساخنة بينما تحكي لي عن تفاصيلها، تناقش أفكارها المثيرة وتبتسم بين فترة وأخرى بلا وعي، لا أكذب أبداً رغبتي برؤية شفتاها تبتسم الآن، أريدها بجانبي تؤانس وحدتي

رنينا تردد على مسمعي، كانت ملعقة سقطت من عامل المقهى الذي اعتذر عن الازعاج سريعاً، تحدثتُ معه لفترة قصيرة، كنتُ مستغرباً فراغ المكان، ربما لا يستقبل الكثير من الزبائن لبعدِه عن المدينة، سألته عن سبب افتتاحه للمقهى في هذا المكان وأجابني
"ربما لا يأتي الكثير من الزبائن لكنه مقصد جيد لمحبي الهدوء، يرتاده الكثير من المشاهير مثلك"
إنه يعرف أنني مشهور؟!

انسحبتُ بهدوء خارجاً فهذا أكثر وقتٍ لم أرغب به أن يتعرّف علي أحد، فتحتُ هاتفي مرسلاً رسالة

أنت:
لقد وصلت
05:00 bm__
يون؟
06:18 bm الآن__

استغرقت قليلاً من الوقت قبل أن تتصل بي
"آسفة على التأخر، في الحديقة الخلفية هناك صندوق"
قالت هي، همهمتُ و أنا أسير إلى حيث ذكرَت
"وجدته"
"افتحه"
قالت يون قبل أن أتجه لفتحه، فكرة الصندوق المغلق في هذا المكان مريبة لكنّي نفذتُ على كل حال، كان هناك القناع الذي وضعته لأجلي، واحداً بشكل مصاص دماء
"حسناً؟"
"تأكد من خلوّ المكان ثم ارتديه الآن"
تلفتتُ حولي ثم وضعته حينما لم أجد أحداً
"الآن قف مكانك، هناك سيارة ستأتي لاصطحابك"

توقعتُ أن أرى أي نوع من السيارات إلا التي ظهرت أمامي، تلك السوداء الطويلة المظللة، كخاصة المشاهير لكنّي لم أكن بمثلها حتى بحفلات السجادة الحمراء، فُتِح الباب أمامي لألقي نظرة على كراسيها المخملية الحمراء، ألقى السائق تحيته ثم رددتها
"ألا تمانع صديقتكِ توفير كل هذا؟"
قهقهة طفيفة أطلقتها رادة عبر سماعته
"بالطبع، أنت ضيفي المميّز"

كان السائق مقنّعاً مثلي ولم أشعر بالتوتر يتسلل إلى داخلي إلا بعد دقيقة من قيادته الصامتة، قائد مجهول، عنوان مجهول، سيارة مظللة لن يعلم أحد حتى إن تم اغتيالك بداخلها وآخر مكانٍ شوهدت فيه لا يحتوي حتى على كاميرات مراقبة، لديكَ مشاكل بالثقة حقاً جونق إن!

هل أفعل كل هذا من أجلكِ رين؟

"لما هو توجهك الأول جونق إن؟"
سألتُ نفسي و أنا أطالع جهة الاتصال أمامي، كنتُ على وشك إرسال رسالة، تحسباً لكن لما له؟ لما هو تشان؟
'هل تبالي إن تم اختطافي؟'
وضعت أحرفي و انا ابتسم بسخرية، أرسلتها خطأً ثم مسحتها بذات اللحظة، رغم أنها حتى لو لبثت للحظاتٍ أكثر ما كان ليدرك أنني أرسلتها لأنه ببساطة ليس متفرغاً للنظر برسائلي، ذهبتُ لجهة اتصال أخرى لأضع رسالة
'إذاً أتقبلين تناول المثلجات معي؟'
لا أعلم لما أردتُ أن تكون رسالتي الأخيرة لها، أحببت فكرة أن تركض باحثة عنّي لأشعر للحظة أنني أهمها، هي أصبحت كل أفكاري وأنا غدوتُ مجنوناً، إرسال ثم أغلقتُ هاتفي، تاركاً مصيري بين يديكِ يون.
.
.

STAFF | ستافحيث تعيش القصص. اكتشف الآن