71_حادث

73 7 0
                                    

.
.

ساعات الليل قلّت إلى الواحد وأنتِ معي هنا بدلاً عن فراشِك، على بُعدِ أميالٍ عن منزلك، سهرانة بلا عشاء ترافقينني بالعتمة، حيثُ الهواء جميل ورائحة كل شيء امتزجت بالمطر، تجلسين هنا وتبدين بأحسن طلة، كنتِ جميلة والأجواء مناسبة لموعِد، لعناق، صورة لكِ تزين هاتفي، ربما قُبلة إن سمحتِ، أو إن لم يكن صديقي مفقوداً، صديقي الذي شغل بالكِ أكثر منّي

لستُ أتجاهل اختفاءه، لكنني اتمنى لو كان الوضع مختلفاً قليلاً، أن نكون سوياً دون أن يكون بكارثة على الناحية الأخرى، أريدكِ عندما يكون هو بخير سليماً، رين أعتذر عن كوني مندفعاً، أعتذر لأنني سحبتُكِ قريباً لقُبلة حينما كنتِ قلقة عليه، أعتذر لأنني لم أرضَ أخذكِ بموعِد سابقاً، اعتذر عن الكثير، لكن حتى إن كنتِ غاضبة، لما فعلتِها؟

لما تركتِ يدي؟

ركضتِ خلفه دون تفكير، كان بالكِ مشغولاً، كان يمكنني أن أكون العقل الواعي بجانبك، حينما تفقدين ادراككِ للأشياء بجانِبك

كنتُ قد نزلتُ عن سيارتي بعد أن فقدتُ أثركِ بالظلام، ولم أجد منه بعد عودة الضوء سوى مظلتكِ التي كنتِ تحملينها، تمسكتُ بها حينما لم أجد غيرها لأتمسك بِه، اتسع الضوء فاتجهت إليه حينما وجدتها سيارة تسير عكس طريقها، سائقها فتى ببداية العشرين، نزل عنها سريعاً، سألتُه عنكِ وأجاب
"كنتُ واثقاً أنه لم يكن طيفاً"
عيناه اتسعت بهلع فاستفهمت
"ماذا تعني"
أجاب
"الفتاة والرجل ذو القناع الغريب"
أكان جونق إن معها؟

تضاعف قلقي اضعافاً فهززت دون أن أدرك كتفه بعنف
"هل اصطدمت بهما؟"
تلعثم عدة مرات حتى لم أفهم إجابة
"تحدّث! هل فعلت؟"

يتلفت حوله بفزع دون أن يجيب اتجهتُ لآخذ رقم لوحتِه محدثاً
"لا تقل شيئاً، أنا رأيتُ كل شيء، ستقدر على التحدث عندما تأتي الشرطة"
سقط أرضاً مترجياً وسقطت معه دموعه
"أرجوك لا تفعل، أنا لم أصطدم بهما، انحرفتُ جانباً عندما حان الوقت ولكن.."
سألت متوسلاً الإكمال
"لكن ماذا؟"
أجاب
"اختفى أثرهما عندما عدت"
طالع بطرف عينيه الجانب الآخر من الطريق، الذي كان منحدِراً بشكلٍ خطر، ركضتُ دون إضافة إلى هناك وهو خلفي، أبحث بالأسفل عن كليهما

"إنهما هنا!"
سمعتٌ صياحه فلحقته اتنهد راحة كلما صعدتُ وعلمتُ أنهما لم يتدحرجا بعيداً جداً، وصلتهماً أخيراً فتنهدتُ أطول عندما وجدتُ أحدهما واعياً يشير إلينا مطمئناً
.
.

"سونقمين هل فهمتني؟"
همهم سونقمين مجيباً عبر الهاتف فكرر الآخر
"إن أرسلتَ دان سيقتلني، تشانقبين سيقتلني، لينو سيقتلني بشكلٍ أبشع حتى، أما تشان إن أرسلته فلن أعود للمنزل"

STAFF | ستافحيث تعيش القصص. اكتشف الآن