47💎

858 23 0
                                    


بعد ثلاثة ايام،توجه ياغيز الى المزرعة لوحده بعد اصراره للذهاب رغم اعتراض والديه لانه لا يزال في فترة النقاهة،لكن قلقه على هازان وابنه قد بلغ ذروته ،حتى انه تخلص من نيل بطريقة غاضبة وامرها بالرجوع لازمير لان بدات تخنقه و انبها على كذبها على الدكتور لما عرفت بنفسها على انها خطيبته.فرجعت الى ازمير والدموع بعينيها.لم يكن ان يكون فظا معها لكنه كان يمر بفترة عصيبة جدا ،فقد لعن نفسه و غيبوبته التي جعلت هازان تواجه مصيرها لوحدها ،لتدعي الاغتصاب من اجل ان تداري على خطيءتهما و تصبح مثل المنبوذة بالمزرعة،فلو كان بجانبها لوجد الحل بالتأكيد.
تنهد وترجل من السيارة ليمشي بخطى ثابثة نحو مدخل البيت الذي كان جميلا يحيط الزجاج من كل جانب،بينما هو يمشي بتلك الحديقة الشاسعة رمقها جالسة على الأريكة، يد فوق بطنها المنتفخ امامها و يد ماسكة كتاب تقرأه.
تنهد تنهيدة طويلة و تاملها طويلا،كم كان منظرها يوحي بالهدوء و العجز معا،فقد فرح لما اخبره الطبيب انها كانت آخر من زاره تلك الليلة ليستعيد حياته من جديد.اذا فهي تمثل  الحياة بالنسبة له و ان كانت مزيفة و ممزوجة بالألم و الموت،كانت بالنسبة له مثل العسل الطبيعي الذي تشتهي اكله و ان كان مسموما لانه كان هو الترياق لذالك السم.انه واثق بانه رجع من اجلها و من اجل طفله.هو لن يتركها تجابه المصاعب لوحدها يكفي ما واجهته اول ما علمت بحملها وانها لن تستطيع اجهاضه،لانه واثق انه لوكان باستطاعتها فعل ذالك لفعلته لانها فتاة شريفة ونزيهة.
همس باسمها كسينفونية حزينة حملتها الرياح لتصل الى اذنها،فتململت و هزت راسها نفيا و كانها لا تصدق ذالك الصوت.فاقترب ياغيز اكثر حتى اصبح قبالتها وقال بصوت مخنوق وهو يقسم نظره ما بين عينيها و بطنها.
اما هي فقد جمدت بمكانها لتتسع عيناها بدهشة ولتحاول النهوض بصعوبة بسبب ثقلها وهي تتكأ على احد جوانب الأريكة، لتهمس بصوت مرتجف:ياغيز،هل...هل ..انت هنا أمامي حقيقة؟
اقترب منها و الدموع بعينيه وقال وهو يبتسم:اجل،حتى انه يمكنك لمسي.
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تحاول إمساك يده،لكنه كان اسرع منها ليضمها الى صدره بقوة وهو يبكي و يقول:انا آسف لانني تركتك وحيدة.
بقيا مدة على حالهما حتى سمعا صوتا يقول:اهلا سيد ياغيز حمدا على سلامتك

العذراء والمثالي (للمبدعة حنون)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن