48💎

859 20 0
                                    


ابتعدا بسرعة ليلتفت ياغيز الى السيد علي حارس المزرعة الذي كان هو وزوجته فاطمة يعملون على راحة هازان.اقترب منه ياغيز
وقال:شكرا سيد علي انا بخير،هلا تفضلت وانزلت حقيبتي من صندوق السيارة؟
علي:بالتأكيد
ثم التفت الى هازان التي كانت مستغربة ليقول:سامكث هنا فترة نقاهتي،فالطبيب قد نصحني بهدوء المكان والابتعاد عن كل ما يؤرقني.
هازان بتوتر:و هل تظن ان هذا المكان انسب لك للابتعاد عن التوتر.
اخفض نظره نحو بطنها وقال:اتقصدين حملك؟
اعتلتها حمرة خفيفة مختلطة من الخجل والاحراج لتتمتم بين شفاهها:اجل،هذا وضع خاص.
اتى السيد علي و قال:زوجتي بالمطبخ سيجهز الغذاء بعد قليل،هل تريد شيئا سيد ياغيز.
ياغيز:لا شكرا سنجلس هنا بالحديقة.
جلس على الأريكة ليكون مقابلها و نظره لا يتزعزع عن بطنها مما احرجها وقال:احكي لي كيف كانت ردة فعلك لما علمت بحملك؟
تنهدت و طغت الدموع على عينيها لتقول:انت كنت تعلم بذالك لهذا لم تتحمل و غبت عن هذا العالم لأن الواقع كان مريرا.
اجابها بصوت مخنوق:أجل لم استطع التحمل،كان فوق ارادتي،لم احس الا وانا مغمى علي،اعتذر لانك اضطررت للكذب و مجابهة الجميع.
هازان:لما غبت عن الوعي ،اخبرتني احدى الممرضات بذالك،كدت اجن لانني لن استطيع رؤيتك بسبب قدمي،رغم انني كنت غاضبة منك جدا
قطب حاجبيه ليقول:لماذا؟انا لا اتذكر شيئا؟
اجابته باستهزاء:اكيد لن تتذكر دناءتك،لقد سمعتكما عندما كنت بالغرفة مع حبيبتك وهي تئن و تقول لك اضغط هنا
انفجر ياغيز من الضحك وهو الذي لم يضحك منذ ان عرف انهما إخوة ليستمر دقائق حتى قالت بغضب:لا اعرف ما المضحك بالأمر؟
ياغيز وهو يقول بين ضحكاته:لان ماحصل هو عكس عقلك المنحرف تماما!
واصل ياغيز:نيل كانت قد التوت قدمها و انا كنت ادلكها لها فقط
اتسعت عيناها دهشة ليواصل :اذا هذا هو سبب نزولك من الدرج بسرعة حتى سقطت .متسرعة و غيورة
هازان بحنق:لست غيورة،فهو لا يحق لي
تنهد وقال:ها قد وصلنا الى النكد،هيا واصلي و احكيلي.
هازان:اتصل الطبيب بوالدينا واخبره عن وضعنا ليستقلا الجميع الطائرة و ياتون بعد ساعة،حاول الأطباء اسعافك كثيرا لكن من دون جدوى فامر والدنا بنقلك الى مستشفى خاص باسطنبول لتكون بقربنا،و قد جلب الكثير من الاطباء لعلاجك،لكنهم جميعهم اجمعو على انك لا تريد ان تعيش، و مسالة استيقاظك هي بين يديك ورغبتك بالحياة.
ياغيز بمكر:لكن بعد زيارتك اسيقظت ،يا للعجب،انا يقتلني الفضول لاعرف مالذي قلته لي او مالذي فعلته لكي استيقظ بتلك السرعة؟
احمرت هازان من الخجل وهي تتذكر كيف تناست علاقتهما المحرمة لتطبع قبلة بريئة على شفاهه بذالك الوقت،فهي تحس بالحرج لما تتذكر ذالك واوعزت ذالك ربما لهرمونات الحمل التي كانت طاغية عليها آنذاك و هي تكافح مشاعرها المكبوتة فرغم سجنها بالمزرعة الا انها تسللت ليلا و غامرت لتذهب لرؤيته سرا لانها لم تعد تطوق غيابه الذي طال.
قاطعها صوته الذي قال:انا مازلت انتظر الجواب
تنهدت هازان وقال:عادي تكلمت قليلا ثم طلبت منك ان ترجع للحياة لتجد حلا لمصيبتنا
اعتلا ياغيز الغضب وقال:اتنعتينه بالمصيبة؟
هازان:اجل انعته بذالك،انت لا تعرف كيف كانت صدمتي لما اخبرني الطبيب بحملي و امام الجميع.كان موقفا لا احسد عليه فعلا.
وصلت بتلك الاثناء السيدة زينب لتعلن عن ان الغذاء جاهز
ياغيز :حسنا سنأتي الآن لانني جائع، ثم نظر الى هازان التي كانت تحاول النهوض بصعوبة ليقترب منها بسهولة و يمسكها من ذراعها و يساعدها بالنهوض و لتلتقي نظراتهما قليلا و ليقاطعهما صوت سيارة آتية من بعيد

العذراء والمثالي (للمبدعة حنون)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن