الثاني والعشرين

3.1K 215 82
                                    

"سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"

"صلوا على أشرف الخلق ❤️"

تقدمت "سارة" بإبتسامه هادئة وقالت بإمتنان مصطنع:
_ حبيت اشكرك على إستضافة ابني بس أنا خلاص خلصت شغلي وهاخده وأرجع مصر..

ظل ثواني يحاول إستيعاب ما تقوله ونفي برأسه بإستنكار:
_ نعم!

حاولت ألا تقابل عيونه التي أنطفأت وهي تعاتبها، مالت نحو صغيرها قائلة:
_ حبيبي روح اقعد مع عمتك علشان عايزه بابا في كلمتين..

انطلق مازن بسعادة بسبب رؤية والدته بينما تقدم "رعد" جاذبًا رسغها وصعد بها السلم حتي وصل إلي سطح هذا المنزل وكانت هي صامته تمامًا عما يحدث.. فهي تتوقع ما سيفعله هذا الرعد، ملامحه ليست مبشرة بالمرة..
هاج الرعد بغضب لم يصل إليه من قبل:
_ راجعه فين يا حبيبتي؟ ومع مين؟

أخذت نفس عميق ولكن قبل أن تخرجه صرخ بها بغضب:
_ مش وقت برودك.. مش وقت صفاتك اللي اخديتها مني، جايه تعقبيني يا سارة!! جايه تردي الوجع أضعاف!!

لم تعرف كيف تهدأ من غضبه فقالت ما جاء ببالها:
_ أنا مش جايه أعمل حاجه، كان لازم تعرف أن عندك ابن شئت أم أبيت هو إبنك، ودي كانت فرصه كويسه علشان تعرفه..

قبض على معصمه حتي برزت عروقه بإحمرار قاتم فتقدمت بخوف منه قائلة:
_ وحياة غلاوة مازن عندي ما كان قصدي حاجه أنا قولت دا حقك تتعرف على إبنك..

أغمض عينه بقوه وهو يحاول عدم الغضب أكثر من هذا:
_ انتي أنانيه، كنتي ومازالتي أنانيه يا سارة، عمرك ما هتتغيري..

هي الأن من خرجت عن هدوءها البني آدمي فخرج صوتها غاضبًا مستنكرًا:
_ أنا!! أنا اللي أنانيه!! أنت متعرفش أنا عشت في إيه بعد ما طلقتني، عشت إزاي بعد ما حضرتك رمتني!؟؟ ربيت ولد لوحدي وكل الناس كانت بتبص عليا وكأني خاطيه مش كأنه إبني، اتعذبت قد إيه عما عرفت أقف على رجلي يا رعد.. شوفت اللي محدش شافه وأنا لسه عندي ١٩ سنه، بدل ما أكون في الوقت دا بعيش حياه بنوته إذا كانت سنجل أو حتي متجوزه بس سعيده..

أشار على نفسه باستنكار:
_ أنا رميتك!؟ أنا يا سارة!! مين طلب الطلاق!؟؟؟

لفت جسدها كي لا تقابله ثم تنفست بعمق وهي تعدل من حاجبها قائلة:
_ أنا مش جايه أفتح مواضيع.. بعتذر لو كنت أنانيه في روايتك يا رعد..

ضحك بإستهزار ثم قبض على رثغها مرة أخرى وتحرك بها حتي وصل لسور سطح هذا المبني ثم أخذ نفس عميق وقال:
_ تعرفي مشكلتي معاكي.. لاء سوري مع كل اللي حواليا إيه.. أني فعلًا حطيت فيهم أمال مش هتتحقق، حطيتهم في مكانه هما ميستهلوهاش..

وقعت في أحضان صخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن