الجزء الثاني (14)

3.1K 237 165
                                    

"سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"

"صلوا على أشرف الخلق ❤️"

عشر ايام مرت وهم جميعًا بحاله لا يرثى لها، غسق لم تتحدث منذ تلك الفتره فقط تنام بسلام اجبارى عليها، لا تأكل شئ، الصخر يجبرها على الأكل لكن هي تدخل الطعام معدتها كي لا تموت لا أكثر، هو لم يتركها ولم يخرج من الغرفه كثيرًا.. يتحدث إليها ويحكي لها الكثير والكثير عن حياته كي يشعر بتفاعل منها ولكن كانت هي أشبه بالجثه..

ولج لداخل الغرفه يحمل بعض الأطعمه التي لاحظ أنها تفضلها طوال فترة عيشهم سويًا.. ابتسامة مزيفه تزين ثغره وهو يجبر نفسه على التأقلم وكأن شئ لم يكن، وكأن حبيبته الوحيده ليست طريحة الفراش منذ أسبوع لا تأكل ولا تتحدث حتي أغلب الوقت تغمض عينها لا يعرف ما إن كانت تنام ام لا..

جلس جوارها على الفراش يعبث بخصلات شعرها يبتسم بحب زين على وجهه دون مجهود، مال يطبع قبله على جبينها وهو يقترب منها قائلًا بخبث مرح:
_ طب دلوقتي أنا لو بوستك وانتي نايمه كدا تعتبر بوسه سفله ولا إنقاذ حياة غريقه وتبقي قبلة حياه.. ارجو الاجابه سريعًا لا وقت للتفسير يا بت يا غسق..

لم يجد منها رد ليرفع طبقة صوته وهو يكمل حديثه:
_طب بما إن الرومانسيه مش نافعه مع اشكالك قومى استحمي بقا ريحتك طلعت والأوضه ريحتها عفنت وانا بصراحه مش قادر استحمل اكتر من كدا...

كما هو الحال صمت وبرود تقابل بهم أي شئ اذا قلب مضمون الحديث سريعًا يتحدث بجديه تلك المره:
_ طب عايز اقولك أن أسي هتعمل عمليه بعد بكره، ليل مدمر تقريبًا ومش بيعمل حاجه غير الصمت، الدكتور قال إن العمليه صعبه وممكن تخسر رجليها، أنا مش عارف اعمل اي، اقف جنبك ولا جنبه ولا جنب أسي اللي دايما بتحاول تظهر نفسها قويه ومش متأثره بالعمليه ولا جنب شاهي اللي من ساعة ما عرفت موضوع العمليه دا وهي منهاره.. أنا حتي مش عارفه اقف جنبي يا غسق، أنا محتاجك دلوقتي، محتاج حد يسندني، محتاج حد اخد رأيه في قراراتي، عايز ارتاح وأنا ملقتش الراحه غير معاكي انتي...

عكس ما كان يتوقع وجدها تحاوط خصره الذي كان قريب منها جدًا ووضعت رأسها داخل صدره ولكن بالصمت، وكأن بعد كل ذالك الحديث هي التي تحتاجه وليس هو، هي من احتمت به.. ضمها بقوه يرخي جسده على السرير براحه وهي تتسوط جسده الضخم نوعًا ما ليكمل حديثه كي تزداد من تفاعلها معه:
_ عارفه سبحان الله رعد الوحيد اللي مرتاح في حياته دلوقتي، مكنتش متوقع انه هيعرف يمشي أموره مع ساره اسبوع واحد بس كل مره بكتشف أن علاقة رعد وساره معديه توقعات سخيفه احنا بنحطها.. طب تصدقي كمان أنا مكنتش متخيل أني هتعلق بحد كدا، أنا مزهقتش يوم ادخل واقعد اتكلم معاكي مستني بس اشوف عينك حتي لو مطفيه، أنا غبي أوي وانا بحب، متوقعتش الصخر يبقى ساذج، كنت مفكر لما اتجوز واحب تبقي العلاقه عادي زي اي علاقه بنشوفها دلوقتي كنت مفكر الحب اللي بجد اللي بنقعد نحلم بيه واحنا صغيرين دا خلص من ايام شاديه وعبد الحليم بس طلع لسه موجود.. اه الحياه مش وردي بس الحب موجود، كفايه اني بحس وأنا معاكي اني في المكان الصح، مع انسانه صبري دا كله يستاهل وجودها...

وقعت في أحضان صخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن