الجزء الثاني (17)

2.8K 227 108
                                    

"سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"

"صلوا على أشرف الخلق ❤️"

.

خرج الطبيب! على عكس توقعات الجميع لم يقضي سوى ربع ساعة تقريبًا ليلتفت له أيهم بتوتر يشعر أن لا أي شئ على ما يرام.. لم يحتاج الطبيب اشاره للتحدث حين صاح:
_ كما توقعت.. تهانينا لك يا عزيزي ستصبح أب........

لحظات من عدم الاستيعاب، وصلت لثواني وبعدها دقائق وأيهم في حالة ذهول لا يصدق، اي حمل وهي جلبت له أوراق تدل أنها لن تحمل مرة ثانيه!! على عكس رعد الذي ضمه من ظهره يهنئه برفقة الليل الذي صاح بحماس شديد:
_ أخيرًا الباشا هيبقي أب.. بشرة خير...

تجاهل أيهم كل ذالك يسأل الطبيب بشئ من التوهان:
_ لكن يا طبيب قد كنا نعتقد أنها لا تنجب...

ابتسم الطبيب بعمليه قائلًا:
_ بالبدايه المريضه ليس بها أي شئ يمنعها عن الانجاب، لكن هناك عوامل خطوره أخرى..

نصت الجميع لحديث الطبيب الذي علم أيهم أغلبه قبل أن يتحدث:
_ الطفل تقريبًا يبلغ ثلاث أسابيع يجب الراحه التامه، تبرعها بكل تلك الدماء كان من الممكن أن يتسبب بقتل الطفل لكن مرت على خير، سنضطر لحجزها فتره لتعويض كل النواقص الموجوده بجسدها وستحتاج طبيب نسا خاص وطبيب تغذيه أيضًا وممنوع لها الحركه قطعًا.. وأهم شئ النفسيه لا داعي للتوضيح أكثر من ذالك........

ذهب الطبيب وظل هو على حاله، عدم الاستيعاب، حاله من الذهول خيمت عليه وسط فرحة رعد وتحدثه إليه بكلمات كلها تهئنه قلبت لحكي المعاناه..
_ دلوقتي عيشلك يومين حلوين بالفرحه وبعد كدا تقلب نكد وقرف وابنك يفضل يراقبكم اربعه وعشرين ساعه ويلاحظ اي تغير عليكم وحاجه كدا اعوذ بالله، دا غير المرحله اللي أنا معشتهاش مع مازن، اشي بامبرز واشي أكل بالمواعيد ونوم بالمواعيد وحاجه اخر حزن حقيقي...

كل ذالك وأيهم ليس معه، لم يسمع منه حرف، لا يصدق، يشعر انه بحلم لا يتوجب عليه الفرح كي لا يستيقظ متأثر بتلك الفرحه فيتحول لحزن يجب دسه كي لا تشعر زوجته التي لا تنجب....
عاد لوعيه عندما دفعه رعد بيغيظ مردفًا:
_ يا ابني انت فين؟!! بقالي ساعه بكلمك منك لله...

أغمض عينه ليعاود فتحها من جديد وهو ينظر له بشئ من القلق ارتسم على معالم وجهه رغم عنه.. تقدم منه رعد فور أن شعر بما به ليربت على كتفه قبل أن يقول ببسمه مطمئنه:
_ أنا معرفش انتوا امتي عرفتوا أن غسق مش بتخلف أو الكلام دا.. بس في الأول والأخر دي إرادة ربنا محدش يقدر منعها، يمكن ربنا كتب الطفل دا علشان يربطكم أكثر ببعض، محدش بيقول للخير لاء يا أيهم، دا مش خير بس دا أعظم شئ في الدنيا، أنا بندم كل لحظه لما اشوف مازن أني معشتش لحظات مازن من الأول.. كل لما بشوفه قلبي بيوجعني واقول ازاي ضيعت مني ٦ سنين من غير طيفه، من غير ما اسمع أول صرخه وأول ضحكه أول مره نطق فيها بابا، خناق على البامبرز الكتير اللي مراتي هتستعمله.. أنا ضيعت كتير أوي يا أيهم متضعيش أنت كمان، افرح محدش عارف بكره مخبي اي، افرح بابنك وهو لسه بيتكون وقول الحمد لله...

وقعت في أحضان صخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن