الثامن والعشرين

3.1K 218 77
                                    

"سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"

"صلوا على أشرف الخلق ❤️"

تثمرت قدم غسق بمكانها عندما سمعت صراخ ذالك الصخر لتعود دون تردد لداخل هذا المكان تنطلق سريعًا نحوه فوجدته يجلس بالأرض يضع رأسه بين يداه فنخت جواره على الأرض قبل أن تلمس على شعره قائلة بقلق لم تعرف كيف تخفي ولم تفكر فيه من الأساس:
_ أيهم!! مالك يا أيهم؟!!

حاول تجميع شتات نفسه الضائعة ليدث نفسه بين يداه أكثر وهو يشعر بأنه على وشك البكاء، لم يحبذ هذا الأمر الآن خاصة أمامها.. ربتت على كتفه وهي ترى نفسها تجلس مكانهم، يوم لم تجد أحدهم جوارها كم تمنت لو ربت شخص على كتفها.! تحشرج صوتها وهي تصيح بهدوء ظاهري:
_ ارفع راسك يا أيهم..

رفع رأسه ببطئ يقابل عينها الذي نبع من القلق ليعدل ظهره تزامنًا مع قولها:
_ الصخر بقي خَسه ولا إيه؟! دا كله علشان أختك يا أيهم!!

إزدرد ريقه بألم لم يعرف كيف يحجزه قبل أن يصيح بنبرة متهكمة متألمة:
_ ياريت الوجع بيجي من حد بس.. ليه!! ليه هو!! هي!! هي!! كل دول دلوقتي.. أنا أسف جدًا على اللي قولته حقيقي مكنش قصدي أقول حاجه هي جات فيكي بالغصب..

إبتسمت بتصنع قائلة:
_ لا ولا يهمك متقصرتش بالكلمه قد ما كنت عارفه أنها رد فعل.. اي اللي حصل!؟

_ صاحب عمري!!!!! ياريته كان أنا!!

لاحظت الحزن والوجع النابع منه لتقول بهدوء:
_ مفيش وقت للإنهيار يا أستاذ صخر روح شوفوا أختك أقف جنبها، أعرف مين الولد دا!! بس يا ريت تسيبها هي اللي تحكيلك.. قوم شوف صحبك كمان..

إبتلع لعابه بصعوبة وهو يردف بابتسامة موجوعة:
_ يا ريته كان موجود!! قومي يا غسق خلينا نمشي..

وقف بهدوء كأنه لم يقع منذ قليلًا لتتبعه هي بعدم تصديق وهي ترى البرود يحتله مرة أخري لتصر على أسنانها وهي تصيح بازدراء:
_ أنت متحول يا ابني.. إيه البرود اللي نط عليك مره واحده دا، مش كنت منهار من دقيقه..

_ ما أنا انهرت وخلصت، تعالي أوصلك..

نظرت له ببرود لم يضاهي برود هذا الصخر، لتصل معه حتي عربته فمالت عليه قليلًا وهي تردف بابتسامة مستفزة:
_ إذا كنت رجعت فدا علشان أنا بنت ناس ومعنديش رقيب أي نعم أنا رقيبت نفسي وعارفه الصح من الغلط، بس انت اللي فكرك عقيم بقا مش قادر تطلع من دايرة التخلف اللي اتربيت فيها.. دا يرجعلك..

تركته وذهبت بكل برود ثم صدح صوتها بعلو حتي يسمعها هذا الصخر:
_ هبقي أوصل لليل علشان موضوع التدريب يا صخر!!

وقعت في أحضان صخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن