رواية رد قلبي الجزء الثاني
الفصل الخامس والستون...........................................
بعد مرور عشرون يوما
كانت جودي جالسة في حديقة منزل عمها جواد مغمضة العينان
تتنفس بهدوء وكأنها تستنشق الهواء وتختزنة داخل رئتاها خوفا من اختفاء الهواء فجأة
تخشى أو تتحاشى أن تنتابها حالة ضيق التنفس التي باتت تلازمها الفترة الأخيرة وينتهي بها الأمر مختنقة وتكاد روحها تزهق لولا ذاك البخاخ الذي يساعدها في تنظيم أنفاسها
شعور قاس للغاية أن تختفي انفاسك فجأة وتصارع كي تدخل الهواء إلى رئتاك اللتان تصارعان للنجاة
والمثير للسخرية ان ذاك العرض نفسي وليس عضوي
هذه ماقاله الطبيب لها
حالتها النفسية هي السبب الرئيسي لضيق التنفس الذي بات يلاحقها كلما انفعلت أو بكت ...أو تذكرته
ضمت ثغرها كعلامة لمقاومة البكاء..لن تبكي..لقد اقسمت صباحا ألا تبكي أو تذرف دمعة واحدة عليه
في الواقع هي تقسم كل صباح أنها لن تبكي ولن ترثي نفسها وستنساه..ستنساه نهائيا وتحاول طرد ظله القاسي من عقلها
تقطع ألاف الوعود لنفسها أنها لن تعود جودي القديمة..وخلال النهار تلتهي مع عمها جواد وعائلته الذين يحاولون بكل قدرتهم أن يهونوا عليها ما تعانيه..محاولات رقيقة خالية من الشفقة مليئة بالحب لذا لا تجرحها..بل تستقبل محبتهم بإبتسامة باهتة لا قدرة لها على تزيينها أو تجميلها
ولكن حالما يختفي النهار تحنث بوعودها وتنهار على وسادتها وعقلها الأحمق يعيد عليها كلمات هشام ويذيقها المر ويمنع الجرح من الإلتئام..فتنسكب دموعها على وجهها وتفيض
تغمرها التساؤلات المجروحة فتخطها على دفترها المليئ بشخبطاتها..شخبطة ملطخة بحبر قلمها وبملح دموعها
فتجد أناملها تكتب تلك التساؤلات بوزن مختل وقافية حزينة
لماذا أنا
لماذا هو
ليتني ماكنت وليته ما كان
ليتني كنت عنه في أبعد مكان
ليتني كنت انا الأثنى عشر في ساعة الزمان
أو حتى كنت إعصار لا يأتي الا كل خمسون عام
ليتني كنت حكاية عاطفية في مجلة لا تحوي إلا الخيال
ليتني كنت أبعد كل شيء عنه..ليتني كنت الأبيض وهو الأسود
ليتني كنت المشرق وهو المغرب
ليتني كنت الواقع وهو الخيال
ليتني ما كنت وما كان
اغلقت دفترها بقوة وهي تتنفس بحدة وكادت تخون عهد الصباح وتهبط أول دمعاتها
أنت تقرأ
(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️
Lãng mạnرواية رد قلبي للكاتبة وسام أسامة وهي مؤلفة سلسلة قاسٍ ولكن أحبني ومشاعر قاسية وغيرها من الروايات الالكترونية الشيقة