الفصل الثالث والرابع

7.1K 269 9
                                    

الفصل الثالث
..................................
انهي رامي ارتداء ملابسه ووجهه عابس..عيناه مُنطفئة
وقد انقلب عالمه رأسًا على عقب
وثقُل كتفه بمسؤليات تفوق عمره وقدرته النفسية
شعر وكأن اخدهم سرق حياته منه..وتركه وسط حياة هزلية...!

لم يعد يرى والده كالسابق وقد بدء يقضي اغلب وقته في عمله وفي بيته الثاني..وامه تقضي وقتها في غرفتها المظلمة..تبكي وتحدق في الفراغ
خاصة بعد آخر جلسة لها مع الطبيبة...زادت حالتها سوءًا..وزادت انغلاقًا على نفسها

ليتنهد وهو يطرق باب غرفتها ثم دخل بعد الطرقة الثالثة..ليجدها واخيرًا نائمة بعمق !
ارتاح قلبه وهو يراها تنام بسلامٍ تام..خاصة وانها لا تنام بشكلٍ كاف مؤخرًا..حتى طعامها تتناوله بصعوبة بعد إلحاحه المستمر

كاد يخرج ولكن تذكر موعدهم مع الطبيبة
اقترب منها وربت على كتفها هامسًا...
-ماما...ماما اصحي

"ماما"
تلك الكلمة السحرية التي تنشلها من غياهب افكارها وكوابيسها السوداء..كلمة تجعل قلبها يقفز كاطفل صغير حاز على مبتغاه بعد الكثير من البكاء
فتحت عيناها ونظرت لوجهه الحبيب الذي يطالعها بحنان كبير..لتدمع عيناها وتهمس بخفوت..
-يا..ريتك ابني

لانت ملامحه بحزن على حالها ليقول باسمًا رغم الأسى الذي تركه كلامها في قلبه...
-انتِ فعلا امي..احسن ام في العالم
وانا رامي ابن قلبك...مش دايمًا بتقوليلي كدا !

ابتهجت ملامحها لتحرك رأسها بإيجاب وتمسح دموعها السائلة..ليقول برضا..
-ايون كدا خلي الشمس تنور الدنيا
قومي بقا عشان تفطري ونروح ميعاد الدكتورة

انقشعت البهجة من ملامحها وعاد الذبول يسكن ملامحها الجميلة لتقول بخفوت...
-مش عايزة اروح للدكتورة تاني
انا بقيت كويسة يارامي

تجعد وجهه بضيق ليربت على يدها قائلاً..
-مينفعش ياماما..لازم تخلصي الكورس معاها
عشان تكوني كويسة بجد وتتخطي اي حاجة سلبية

حاولت الإعتراض ليقول بحزم...
-ماما عشان خاطري..ارجعي كويسة وبخير عشان خاطري..انا استاهل انك ترجعي عشاني زي الأول

حاوطت وجهه دامعة لتقول بصوتٍ مرتجف...
-انا هرجع زي ماكنت..وهقوم اعملك الأكل الي بتحبه والعصير...وهرتب البيت و..

قاطعها وهو يضع يده على كفيها المُحيطين وجهه..
-ماما انا عايز وجودك انتِ..مش الي كنتِ بتقدميه
انا عايزك كويسة حقيقي..مش تمثلي انك كويسة
وعشان كدا هنتابع مع الدكتورة..لحد مااحس ان ماما رجعتلي..اتفقنا !

تهدل كتفيها وسقط كفيها بين يديه لتحرك رأسها بإيجاب حزين..ليقول باسمًا...
-يلا بقا عشان احضرلك اكل قبل مانروح للدكتورة
بصي هعملك طبق بيض مقلي عظمة
بس يارب مانكلوش بقشرة زي المره الي فاتت
;
ضحكت وهي تمسح دموعها بكفٍ مرتعش
وقطع لحظتهم طرقات مُلحة على الباب ..ليقف سريعًا وهو يفتح بضيق من ذاك الطارق اللحوح
واتسعت عيناه وهو يرى سارة تقف أمامه محملة بأكياس عديدة

(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن