(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️

الثامن والسبعون، التاسع والسبعون

رواية رد قلبي ( الجزء الثاني)
الفصل الثامن والسبعون

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

عودته للقرية بعد كل تلك الاشهر كان شيء صادم نوعا ما للجميع..ولم يكن أقل منهم صدمة أنه أتى لتلك القرية وأهلها الذين كانوا يحدقون فيه بصمت وتعجب..فقد ظنوا أنه هاجر بعد الذي حدث مع عائلته وفصله من عمله
فعودته مره أخرى لم تكن ضمن توقعاتهم وجلساتهم المليئة بالنميمة والتكهن بما سيحدث

حاول تجاهل نظراتهم المستنكرة وتمتماتهم الغير صحية
ونجح في هذا نوعًا ما بسبب تنبيه يُسر له حينما أخبرته محذرة

" خلي بالك ردة الفعل هتكون قاسية..أنا عارفة انك مش متوقع منهم يفتحوا دراعاتهم يستقبلوك..خليك عارف ان أقسى مخلوق في الدنيا هو الانسان..وقسوته دي بسبب انه مبينساش..خليك فاكر ياهشام ان الناس مبتنساش "

وكان تحذيرها في محله تمامًا..لذا هيأ نفسه لاستقبال ردات فعلهم ببرود ولا مبالاة يخفي خلفهما شعور الغربة والقلق

ولكن محروس وزينة ووالدتها حاولوا بكل قوتهم أن يوفروا له أجواء هادئة بترحيبٍ حار صادق جعله أقل قلقًا وتحفزًا..وتبخر شعوره هذا حينما واجه زينب التي جمعتهما الصدفة أن يجلسا في مكانٍ واحد فباغتته بتساؤل جاف مستنكر...

-هو انت ايه الي جابك..ومتقوليش جاي عشان فرحي
مش هصدقك

رفع نظراته يتأمل اخته التي كانت تجلس بجسدٍ متحفز وملامح مجعدة بمشاعر عديدة أولها الغضب وآخرها الضيق والاستنكار..والاتهام ظلل عيناها بنظرة ترفض أي لين أو رفق..فتحدث بنبرة جافة مثل نبرتها...

-جاي عشان فرحك..تصدقي أو متصدقيش دي حاجه تخصك انتي

ارتفعت زاوية فمها بغير تصديقٍ ساخر وقالت بنبرة حملت جرح طفيف استطاعت اخفائه بين جمودها..

-دا انت مجيتش فرح زينة الي كلنا عارفين هي عندك ايه
هتيجي عشاني أنا !!

-انتي وزينة اخواتي..معزتكم زي بعض

قاطعته بحدة كانت تكتمها في قلبها لسنواتٍ وسنوات
عيناها تقدحان عتابًا غاضبًا وقلبها يخفق بحزن لأخٍ لا يراها حوله أبدًا فقالت...

-كداب

انت عمرك ما عاملتني اني اختك..طول عمرك بتبصلي من فوق كإني الخدامة بتاعتكم..في نفس الوقت الي علاقتك انت وزينة كانت كويسة، انت مكنتش بتبص في وشي حتى مع اني انا اختك الي أصغر منك على طول..متقوليش اني اختك، أنا معنديش الا زينة وناصر ومحروس..عمرك ماكنت في حساباتي

فا لو جاي عشان فرحي فعلا متعطلش نفسك..ارجع مطرح ماجيت ووفر على نفسك وقتك الي هتضيعه هنا