الفصل التاسع والثلاثون، والاربعون

8.1K 280 12
                                    

الفصل التاسع والثلاثون
........................................
انتِ الأحباب
انتِ الأهل والصحاب
انتِ الحقيقة في السراب
انتِ الطريق وقت الضباب
ما انتِ الحب !
جالس على مقعد خشبي في زواية شقة الزوجية التي لازالت تتجهز لاستقبالهم هو وسارة
رائحة الدهانات تداعب انفه بقوة ولكنه لا يأبه
جبل من الرمال يقبع في الزاوية المقابلة له.. وقد انتهى العمال من انجاز عملهم لليوم.. وبقى هو جالس بمفرده يأكله التفكير... كعادته يفكر بها
كل شيء حوله ساكن إلا قلبه كان في اوج حالات انفعاله وخفقاته، رغم ملامحه الفاترة الا انه كاد يجن من فرط التفكير، وفرط اشتياقه

جالت في خاطره جملة عبرت عن حاله
" الحب مرض خطير "
مرض لا يقوى على مقاومته او الشفاء منه
وهل يشفى من شيء لا يملك الارادة للشفاء منه!
ولمَ يشفى من ألم لذيذ يداعب قلبه تارة ويدميه تارة

آهٍ من حبك ياسارة!
اهٍ من برودة مشاعرك أمام نيران قلبي
اهٍ من زهدك بي رغم لهفتي لكِ
اهٍ من قلبٍ يرجو وصالك وتقابليه بجفائك

كانت عيناه شاخصة في الفراغ أمامه
يفكر بها وبتباعدها عنه، بل بهروبها الدائم منه في الجامعة وحين يزورها في منزلها، حتى أنها باتت ترد على اتصال من أصل ثلاثة أو اربع اتصالات يجريها لها يوميًا.. كأنها تعاقبه على تلك القُبلة التي باغتها بها
ومُر عقابها يُعادل حلاوة قُبلته التي كانت كقطعة سُكر بالنسبة له

زفر بقوة وهو يمسح وجهه ويطرد سارة من ذهنه ولو بشكل مؤقت، ولو ليومٍ واحد فقط لن يفكر بها
عله يصير لا مبالي مثلها، يتجاهل وجودها قبل غيابها
وللحظة سخر عقله منه، يتجاهل سارة!
اهي كذبة ابريل مثلا، أم انه يضحك على نفسه
يتجاهل من وعيناه تبحث عنها كل صباح بين صفوف طلابه، وحينما يحين المساء ينظر لهاتفه بشوق أن يجد منها ولو رسالة، يتلهف لرؤيتها حتى وإن خبت عيناها عنه تداري خجلها مما حدث بينهم اخر مرة

لو أنه يعلم انها ستبتعد عظخ بسبب تلك القبلة لكان.. تنهد بعجز عن الندم على تلك القبلة، لو كان يعلم انها ستختفي هكذا لكان قبلها بحجم أيام غيابها، لكان شد من عناقه حولها يعوض ما سيفوته لاحقًا
ولكن لا بأس، هو اختار تلك الطريقة ليتقرب منها
لن يسمح لها أن تأخذ أبعد جانب عنه.. لن يسمح بهدم مايسعى اليه، لن يتركها لقوقعتها التي تخفيها عنه
هي لم تفتح له قلبها منذ البداية، فسيدق حصونها بكل قوته ويسرقه غلابًا، لن ييأس مهما حدث
هكذا طمأن نفسه بقوة وعزم، وفي غضون ثوان كان يخرج من شقته متجهًا لسيارته
سيذهب لها ليراها، إن ابتعدت خطوة سيقترب عشر
إن اشاحت بعيناها عنه سيلاحقها بعيناه
إن ابتعدت سيقترب..وان اقتربت سيعانقها
وإن عانقته وشدت ذراعاها حوله فهو يوم حظه

ولو خذله خياله ولم تعانقه سيبادر هو.. سيبادر دائمًا
لن يبقى ساكن الجسد فائر العقل.. لن يترك قلبه للحسرة، لا وألف لا

(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن