الثاني والسبعون، الثالث والسبعون

18K 370 13
                                    

رواية رد قلبي( الجزء الثاني)
الفصل الثانى والسبعون
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

الروح لك تشتاق
تتحسس طريقها باحثة عنك علها تجدك
في غياهب العشق تائهة وفي الألام واقعة
رغم الغياب لازالت تشتاق وتتخبط دون نجاه

***

الأزمة في اعتياد النعم وذم الروتين
الهدوء والاستقرار والسكون ثلاث مرادفات قد يشعروا أي شخص يمر بهم بالضيق والرغبة في التمرد وكسر المعتاد
فتسعى النفس للهروب وتجربة شيء جديد ونشوة شديدة
وهي تلعن الرتابة والهدوء وترحب بالتمرد والجنون
تغفل النفس عن أن الاستقرار هو كل أمنية المتخبط في جوانب الحياة

والهدوء رجاء من امتلئت حياته بالصخب
السكون راحة بعيدة لمن يقفز في الانحاء بدافع الظروف رغمًا عنه
كل هذه المرادفات في هي إلا نعم حُرم منها أحدهم فتمناها..

كـ حسن الذي كان قد بدء يمل من الاستقرار والرتابة فقفز من أعلى جبل في قفزة متهورة أسفرت عن نتائج مؤلمة مهما مر عليها السنين..وككل متمرد ندم على تمرده
ندم هو الأول وود لو يعود بالوقت كي لا يسقط في شرك نفسه...ولكن لا تُدرك المطالب بالتمني..فليأخذ الرغد غلابًا

هذا هو شعوره وهو يقود سيارته عائدًا للمنزل بعائلته
وجواره رغدة تضحك بخفوت وتضرب كف على كف أمام نظراته المتنقلة بينها وبين الطريق
كم اشتاق لضحكاتها الشقية النابعة من القلب..كم اشتاق لرغدة القديمة الممتلئة حياة وحبًا
وها هي الان تعطيه جزء مما تمنى عودته..ضحكاتها التي حجبتها عن عيناه شهور طويلة..أيام مرحبا بعودة الغائب
تنهد ولم يقاوم ابتسامته الخافتة المحبة وهو ينظر لها لوهلة ويعيد أنظارة للطريق ..

-من ساعة ما طلعنا وانتي بتضحكي..كل دا عشان صاحبتك حامل

حركت رأسها نافية دون أن تختفي ابتسامتها الواسعة وهتفت بمكر مخلوط بحماس...

-لا عشان ردة فعل سلطان وسلوى
واحد كانت الفرحة بتنط من عينيه وواحدة كان الغل والغضب بينطوا من عينيها..والمهم ان غزال حامل

جعد جبينه لتحاملها على سلوى وكذالك تحامل غزال فتحدث بنبرة هادئة وحذر كي لا تختفي ضحكاتها وتغضب منه...

-انتوا ليه متحاملين على سلوى كدا..هي اتفاجئت بس زي ماكلنا اتفاجئنا

-اتفاجئت بس !

شكل من كتر غلها اتعودتوا عليها كدا
بس تعرف أنا مبسوطة فيها..يارب تتهد بقا وتبطل تضايق غزال، بردو لو فاكر كانت بتعمل معايا كدا بداية جوازنا
بس على مين جيبتها الأرض
لسه هتقولي اخويا وبتاع..!

ضحك حسن وهو يتذكر شجارهم الشهير والذي كانت سلوى تضايقها بكل قوتها متعللة بغيرتها على أخاها
فانفجرت بها رغدة بشراسة تُصرح أنه زوجها هي وإن كان لابد من وجود شخص يغار بينهم فـستكون زوجته
وليست ابنة خالته !!
ولما حاولت سلوى الصياح سبقتها رغدة بصياحٍ أكبر وحدة أكثر دون أن تكترث لأي شخص..حتى سلطان الذي كانت ترتعب منه حينها
نظر لها حسن وقد بدت تتذكر تلك الذكرى هي أيضًا
فتنهد حسن قائلا بخفوت...

(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن