السابع والستون، الثامن والستون

14.7K 364 12
                                    

رواية رد قلبي الجزء الثاني
الفصل السابع والستون

.......................................................................

جالسة جوار والدتها تعجن عجين الخبز بملامح مستريخة وهي تدندن تلك الأغنية التي استمعت لها مع شقيقتها زينب مساء أمس

تلك الأغنية التي علقت في رأسها بإلحاح يجعلها تدندنها وهي تشعر بكل كلمة فيها

وصوتها المنخفض يرددها تباعا بعقل غائم نسبيا

قديش كان في ناس

على المرفأ تنطر ناس

وتشتي الدني ويحملوا شمسية

وأنا بإيام الصحو ما حدا نطرني

استفاقت على صوت والدتها وهي تسألها ببعض الضيق...

-ناوية ترجعي لجوزك امتى يازينة..مش شايفة انك طولتي في زيارتك اوي كدا..ايه مزهقتيش

رفعت رأسها لوالدتها تنظر لها مستنكرة جملتها فردتت بحنق وهي ترفع يدها عن العجين...

-زيارة..ليه هو أنا ضيفة ياما

-أه يابنت بطني..انتي هنا ضيفة وبيتك هو الي مع جوزك

وهو كتر خيره سايبك لهواكي منغير ماينطق ويقول كلمة

انما الي عنده دم أحسن من الي عنده عزب وأراضي

أشاحت زينة وجهها وهي تنظر لطبق العجين وتتشاغل به عن حديث والدتها..هي نفسها لا تدري مانهاية ذاك الوضع الغريب الذي تتمسك به..على الاوراق هي متزوجة ..ولكن في الحقيقة هي لازالت فتاة عازبة تعيش لحظات حياتها الجديدة بطريقة مختلفة تجعلها أكثر راحة..وأكثر حيرة

فمنذ خروج والدتها من السجن وعودة حياتهم كالسابق..لا بل للأفضل وهي تنعم بكل لحظة مع اسرتها

تتنفس بحرية بعد موت العمده وزوجته..

تغير وضعهم المالي بعض الشيء بسبب المال الذي يبعثه لهم هشام كل عشر أيام..وأيضا أيام قليلة ويوزع الإرث عليهم

ليس المال هو سبب راحتها..ولا حتى تلك الأراضي التي أصبحت تحت تصرفهم

ولا معاملة أهل القرية التي باتت مليئة بالامتنان والتقدير والاحترام

مايريحها هو أنها تتنفس الصعداء وهي متأكدة أن الخطر زال وماعاد هناك شيء يقلق مضجعها

ماعادت زينب تذهب للسرايا كي تنظفها خاضعة ذليلة للعمده وزوجته

ماعادت والدتها ضعيفة خانعة تستسلم للاهانة وتحني رأسها كالنعامة

وماعاد ناصر يعمل في الأرض مع العمال مجبور

وماعادت هي مقهورة القلب مكسورة الكرامة

في أول اليوم يجتمعوا للفطور ويذهب ناصر للمعلمة التي تطوعت لتعلمه مافاته في المدرسة في الماضي

(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن