الفصل التاسع والعاشر

8.2K 312 11
                                    

رواية رد قلبي
الفصل التاسع
...................................
-سارة انتِ سرحانة في ايه !

انتبهت سارة على تساؤل عبدالرحمن لتنظر له مبتسمة بشرود...
-ولا حاجه انا معاك

-ياريتك
قالها عبدالرحمن بهدوء ناقض نظرته اللائمة
لتنحي رأسها بضيق وهي لا تقوى على مجابهة تلك النظرات...عبدالرحمن رجلاً لطيف ولكن جائها في أحلك أوقاتها، فـ صارت تبادل لطفه بجفاء غير مقصود..رغمًا عنها لا تستطيع أن تراه سوى صديق فقط

تحدث عبدالرحمن وقطع شرودها مره اخرى...
-تحبي نروح نشرب حاجه ونرجع نكمل

نظرت حولها تراقب اجواء المكتبة التي اقتظت بالطلاب والباحثين..لتوافقه الرأي وهي تقف وتجمع اوراقها وحقيبتها...
-اه انا تعبت..يلا

وقف هو الأخر وامسك عنها كتبها قائلاً بأدبه المعتاد..
-حابة تروحي فين !

كالعادة لم يرى الحماس على وجهها..وانما رفعت كتفيها بلا مبالاة....
-اي مكان وخلاص..اصلا مش هنطول
عايزة اروح البيت ارتاح

لم يرد على كلماتها وفتح لها باب السيارة الأمامي لتصعد وتجلس..ثم صعد هو الاخر وبدء في القيادة في صمت

نظر لسارة الجالسة جواره كعادتها شاردة الذهن
واجمة الوجه..تستند برأسها الي ظهر مقعدها
وتحدق في الشوارع بلا هدف
زم شفتيه وهو يحاول الهدوء والسيطرة على ضيقه منها...سارة أفضل فتاة تقوده من الهدوء الى العصبية
بشرودها وحزنها اللذان يؤكدان انها لازالت أسيرة لخطيبها السابق

غامت عيناه بمرارة وهو يتذكر اول مره رأها بها
حينما كانت تغني على مسرح الجماعة..وبعد اغنيتها صارت تُلقي الدعابات وتسخر من نفسها ومن كل شيئ حولها

منذ تلك اللحظة ووقع قلبه فيها..او هي من وقعت بقلبه واتخذته مأوى لها..اما قلبها كان مأوى لأخر..بل وزوجه له..اسودت الدنيا في عيناه وحاول أن يتخطاها ويتناسى شعوره نحوها
وبدأت دائرة العذاب،حتى علم بفسخ عقد قرانها
عاد الأمل يدب في قلبه واشتعل حماسه
وطلب من والده ان يرافقه في التقدم لها

وللصدفة السعيدة كان ابويهما رفيقان وزملاء تجارة
ولكن سارة كانت محطمة نفسيًا اثر تجربتها السيئة
وظن انها سترفض الزواج منه
ولكنها فاجئت الجميع ووافقت..وخُطبت له

ورغم خطبتهم إلا ان سارة تعامله معاملة الصديق
واحيانا معاملة طالبة وأستاذ..وتقبل هو تلك المسميات وصبر قلبه انها يومًا ستراه حبيب
والى الآن لم يتغير شيئ

تنهد بثقل واكتئاب وهو يلقي بنظرة اخرى عليها
كانت لازالت غارقة في شرودها الصامت..وكأنها تتعمد تجاهله وتوصيل رسالة أنها لازالت تسترجع ماضيها مع رجلاً آخر وهي جواره !

عقله يحذره ويطلب منه الإبتعاد..فهو لن يقوى على ذاك الوضع الخانق والمؤلم لكرامته
وقلبه يرجوه أن يبقى ويمنحها فرصة التعافي
وبين إرادة العقل ورغبة القلب صار مُمزق

(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن