الحلقة الواحد والعشرون
........................................
"حياة سُلطان"
تتهدت يُسر بضيق وحكت جبهتها بصمت ولازال سلطان ينتظر اجابتها بصبرٍ نافذ يعلم انها سترفض وهو ينتظر رفضها ايضًا لتقطع آمال والدته نهائيًا كي لا يُجبر من جديد، التوت شفتاه في ابتسامة ساخرة، ليت قلبه صامد أمام والدته لاستطاع فعل مايريد ولا يجبره اي كائن خُلق
ولكن ولسوء الحظ او حسنه قلبه ضعيف أمام رجاء والدته
عاطفته تلين وكأنها ثلج ذائب، رجل تخطى الاربع وثلاثون ولا يستطيع مواجهتها سوى بقبلة حنونة على كفها مصحوبة بقوله الاجش
" انتِ تؤمري ياست الكل "1تلك الكلمات التي تُلزمه بفعل مالا يطيق ويتصرف عكس ارادته كما حاله الآن أمام زوجته السابقة يُسر
ليأتيه صوتها بلا حيلة..
-اكيد مقدرش ازعل الحاجة مُنى، حاضر هخلص شغلي واجي على ميعاد الغداء، يمكن اتأخر شوية لأن عندي حالة جاية من سفروقف يهندم ملابسه المكونة من بنطال شبابي وقميص اسود لائما هيئته الضخمة واعطوه شكلاً رجوليًا راقيًا
خاصة وأنه نادر التأنق بعيدًا عن بدلته العسكرية التي تعطيه هيبة ورهبة من الاشخاص المحيطين به
ولكن اليوم تخلى عن بدلته وأتى بتلك الملابس البسيطة التي كانت سابقًا تحب رؤيته فيهم، خاصة في بداية زواجهم وحتى من قبل، وحينا طال تأملها بسلطان وكءالك كان ينظر لها بصمت وهدوء جعلاها تقول بلا شعور...
-لسه بتتصاب كتير ياسلطان!3
كلماتهت جعلته يجعد وجهه بسخرية ولم يلجم لسانه عن التفوه بما لمع في عيناه كعادته...
-الكلمتين دول بيجي بعدهم خناق، بتسأليني دلوقتي بصفتك ايه بالظبط يادكتورة عشان أعرف اجاوبك1كعادته ثابتًا ساخرًا، لفتتاته تترك علامات في قلبها لا تزول أبدًا، لازال يتلاعب بالحديث هروبًا من السؤال الذي تعلم اجابته، ولكن لأول مره تتمنى لو انه يجيب وينفي، بنفي انه مجددًا تعرض لأذى
قلبها يرجوا اجابة نافية لماضيهم، ولكن سخريته جعلتها تغمض عيناها بأسى وينتفخ صدرها بتنهيدة حزينة وهي تحرك رأسها بلا فائدة وتقول بخفوت..
-وصلتني اجابتك ياسلطان، وبعدين متقلقش مبقاش من حقي اتخانق معاك أو أخاف عليك، زي ماطلبت مني1كـاذبــة لعينة
هذا ما جاء في خاطرها فورًا وهي تدرك أنها لازالت تخشى عليه من الأذى، وتود توبيخه وتخبره أن يترك الجيش ويحافظ على نفسه لأجلها ولأجل عائلته
ولكن بصعوبة منعت نفسها أن تظهر بهيئة مثيرة الشفقة التي لم تتخطى حبه إلى الآن، لم تتخطى مشاعرها رغم طلاقهم والفراق الذي قرره سلطان
لازالت تحت سلطة مشاعرها لسلطان مع الأسف
استافقت من تفكيرها وهي تسمع صوته وهو يقول..
-لا مفيش داعي تقلقي عليا يايُسر أنا كويس
شوية اصابات خفيفة زي العادة1طالت نظراتها له وهو كذالك، يحدق فيها مليًا ولكن بهدوء، خالي من المشاعر والصراعات النفسية مثلها
عيناه الضيقة كانت تنظران اليها بمنتهى الثبات
جسده كذالك لفتاته لا تحمل توتر او اضطراب، بل شخصًا يخوض حوار طبيعي غير متأثر ابدًا
عند تلك النقطة قطعت نظراتها وهي تشيح نظراتها عنه وتتنهد بهدوء لتبعد توترها...
-طب كويس طمنتني، عرف الحاجة منى اني اكيد هاجي العزومة، بس هتأخر شوية زي ماقولتلك
1
أنت تقرأ
(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️
Romansaرواية رد قلبي للكاتبة وسام أسامة وهي مؤلفة سلسلة قاسٍ ولكن أحبني ومشاعر قاسية وغيرها من الروايات الالكترونية الشيقة