الفصل الثالث، والرابع والثلاثون

9K 260 7
                                    

الفصل الثالث والثلاثون
..................................................
لو أنني اقدر اذابه احزاننا بعناق
وتنفض خلافتنا بسيلٍ من القُبلِ
وربته من كفك على قلبي تنسيه ماكان قبلكِ
لو أننا معًا سيكون كل شيء على مايرام معكِ وبك

تقلبت سيدرا في الفراش بأرق غير قادرة على غلق عيناها
ولم يكن ذاك الحال جديدًا عليها، بل منذ لقائها الأخير مع موسى بعدما أصر على الحديث في مشاعرهم مجهولة المصير

تنهدت وهي تغلق عيناها وتضع يدها على قلبها لحظات تهدئ من روع خفقاته، ترجوه ألا ينساق له، تستجديه ألا يركض ويرتمي على موسى فهو لا يناسبها، طرقهم مختلفة كمفترق الطرق!
ولكن كلما رجت قلبها وضع صورته نصب عيناها ليتعلثم رجائها، كلما ثبتت وجهها الجامد زعزعتها نظراته المحبة
كلما لقنت نفسها فن الا مبالاة تجاهة طرق صوته اذنها وهو يناديها بلفظ اسمها فينكمش قلبها ثم يذوب دون ارادة

فقدت زمام جسدها أمامه، واستولت مشاعرها خيوط التحكم، خاصة بعدما تذكرت كل كلمة تلقتها في أخر لقاء
تجعلها تتمنى لو أنها صادفته قبل زواجه، صادفته في زمن أخر خالي من العوائق والتمرد

عودة لوقتٍ مضى....
اوقفها سريعًا وهو ينزل الصغيرة ارضًا
وينظر لها بتصميم...
-متمشيش، في حجات كتير لازم نتكلم فيها

جعدت جبينها لثوان وتعلق كفها على سرج الحقيبة تقول بهدوءٍ ساخر...
-مظنش ان في حاجه بينا نتكلم فيها، انت بنفسك قولت اعتبر ان محصلش حاجه

فهم اشارتها إلى الحديث الذي قاله لشقيقتها وقت يأسه
لم يجد نفسه إلا وهو يعود لنقطة الصفر، قلبه لا يقوى على تخطيها، ونفسه تأبى نسيانها وكأنها لم تكن!
وكيف يعتبرها لم تكن وقد طُبعت في قلبه وعقله، سيدرا ليست امرأة تُنسى وتحسب لصفوف النساء العادية!
قال بعجزٍ شديد خرج من صميم قلبٍ وقع في هواها وعيناه تبتلعها باتساعها ذاك..
-مقدرتش ياسيدرا.. حاولت مقدرتش

رمشت عيناها للحظات قبل أن تشيح وجهها عنه تحاول ألا يتزعزع ثباتها أمامه، ورغم ذالك فشلت وانتشرت الحمرة على وجنتاها بتأثر لذيذ مُنكه بالحسرة... صوته الأجش سر
كلماته اليائسة مست عجز أصابها هي الأخرى
عذرته دون أن يبرر أو يعتذر، فهي الأخرى عجزت عن تخطيه ونسيانه مثله، كيف تتخطى شخص رأها من زاوية لم يرها احدٍ من قبل!
ثم انها تعذره من قبل تفوهه بتلك الكلمات، تعذره دون أن يفرق شفاهه حتى

صوت الصغيرة اخرجهم من شرودهم تقول بصوتٍ طفولي ساخط من الألغاز التي تقال أمامها...
-مقدرتش ايه يابابي، انت عندك Homework صعب زي فادي مش بتعرف تحله!
انتبه موسى للصغيرة التي غفل عنها ليربت على خصلاتها للحظات ثم قال بخفوت...
-يلا يالمار هاتي شنطتك عشان هنروح نقعد في الجنينة شوية تلعبي هناك على مانتكلم انا وسيرا

توسعت عيون الصغيرة للحظات ثم التفتت لسيدرا التي تنظر لوالدها بغير رضا، ثم قفزت تصفق كفاها الصغيران ببعضهما مكررة كلمة جعلت اللغة العربية تبكِ في الزاوية...
-يعني هروح الحديكة مع سيرا، ونعلب سوا هناك
ياسيرا هنروح سوا انا وانتِ وبابي نلعب هناك زي ادم وتالي الي في في كتاب الحضانة
وهقول للميس ان انا روحت الحديكة زيهم..

(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن