الفصل الثالث، والرابع والأربعون

9.6K 313 7
                                    

رواية رد قلبي الجزء الثانى
الفصل الثالث والأربعون
..........................................

الأيام تمر والفجوة بين ليلة وصالح تتسع دون يدٍ لها
لا تعلم لمَ يزداد ابتعاده وقلت كلماته..واختفى اهتمامه تمامًا وبات جفائه لا يُطاق..وايضًا التمعت نظرة مُتهمة في عيناه تجعلها ترتبك وتغرق في حيرتها مالذي فعلته ليصبح كالقنبلة الموقوتة هكذا!

حتى أنه عاد لعمله في الشركة الهندسية دون العودة لها أو ابلاغها بالأمر، حتى انها تفاجئت منه حينما سألته عن يومه واجابها باختصار انه مشغول بعمله في الشركة صباحًا، وفي المساء ينشغل بمكتبه الخاص.. حينها دمدمت بخفوت داعية له بالتوفيق دون أن تتفوه بكلمة واحدة.. وباتت غاضبة منه ومن تغيره الغير مبرر ابدًا!..

وغضبها انعكس على تجهيزات الزواج
فتوقفت عن شراء ما ينقصها واهملت ترتيبات منزل الزوجيه تمامًا.. وكذالك رفضت الذهاب لشراء فستان الزفاف حينما ابلغتها والدتها أن الأيام تمر سريعًا ويجب انهاء كل ما يتعلق بالزواج كي لا ينسوا شيئًا أو يمر الوقت عليهم دوم انجاز ما تبقى
ولكنها بكل عناد رفضت أن تتحرك ولو قيد انملة
وبات الوقت يمر عليها وهي بوجهٍ عابس وتقضي أكثر اوقاتها في غرفتها تحادث خالتها أو تركض مع كلبها العزيز "سيزو" او تتشاغل في مساعدة شقيقتها في تجهيزات شقتها هي الأخرى

وتوقفت كذالك عن الاتصال بصالح.. واكتفت باتصالها بوالدته يوميًا تطمئن على حالها.. وتقضي معها اوقات انشغال صالح، وتختم لقائها بطلبها ألا تخبر صالح بقدومها

وفي أحد الصباحات قررت أن تذهب لوالدة صالح تقضي معها نهارها وتسليها.. ثم تغادر قبل مجيئ صالح كما اعتادت في الآونة الاخيرة
وكانت والدة صالح سيدة حنونة متفهمة
لم تسألها سبب الجفاء والغضب بينها وبين ولدها
بل كانت تتحاشى التطرق إلى ذكر علاقتهم، وكانت تكتفي بسرد بعض طرائف طفولته هو وشقيقته
وتقضيان اوقاتهما في صنع الطعام اللذيذ
او حياكة الصوف، وكذالك لعب "الدومينو"
التي كانت تهواه تلك السيدة
فكانت ليلة تقضي معها اوقاتً طيبة تجعلها منجذبة لروحها الحنونة وكلماتها الرقيقة.. بخلاف ولدها القاسي، الذي ابتعد عنها دون مبرر وكأنها جرادة سامة

تنهدت ليلة وهي تضع فطيرة التفاح في الفرن وتستوي واقفة تقول بنبرة نزق...
-ياطنط مش معقولة كدا، ازاي مبتخرجيش نهائي
تعالي ننزل وتشمي هوا، نروح النادي مثلا
أو نقعد في كافيه على البحر
نروح مول نتسوق

ثم التمعت عيناها بحماس وهي تقفز مُمسكة بمرفقها وتقول سريعًا...
-ولا اقولك، أنا بقالي كام يوم نفسي اروح الملاهي
تعالي نروح نركب ألعاب ونصوت ونفرفش شوية

ضحكت والدة صالح وهي تغسل الفاكهة وتضعها في صحن التقديم قبل أن تقول برفق...
-أنا بسني اروح الملاهي. دا الناس تشاور عليا وتضحك ويقولوا عليا ست كبيره وعايبة

(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن