الثمانون٢، الواحد والثمانون

20K 418 23
                                    

روايه رد قلبي( الجزء الثاني)
الفصل الثمانون "الجزء الثاني"

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

كانت ليلة عقد القران هي من أرق الليالي إن لم يتم أخذ وجوم شَريف بعين الاعتبار بالطبع
كانت الأجواء هادئة يسودها نوع من البهجة والسرور
فكانت عائلة هشام ذات طابع فكاهي لا يملكه هو أبدًا

ورغم أن شقيقه محروس من النوع الرزين الهادئ إلا أنه يملك جانبًا مرحًا شاركنه فيه زينة وزينب
واكتفى وائل وطاهر بالابتسام والتدخل في الحديث إن تطلب الأمر
وكان الأكثر تفاعلا مع تلقائية عائلة هشام هم عائلة موسى

فرغم فرق الثقافات والطبقات بينهما إلا انهما اشتركا في خفة الظل والسماحة الكبيرة..لذا كانت الأجواء فكاهية رقيقة لا يسأم منها شخص

إلى أن قررت السيدة أم ناصر أن تغادر هي وعائلتها وقد أعلنت كونها تود الراحة في منزل ابنتها لتستيقظ صباحًا وتعود للبلدة مع محروس وناصر
وأعلنت علية ووفاء رغبتهما في المغادرة أيضًا..وتبعتهم عائلة موسى الذين قرروا الذهاب لشقته بينما هو يُنهي عشاء عقد القران مع زوجته سيدرا

ورغم اعتراض أدم الصياد على مغادرتهم وإصراره أن يشاركوا عائلتهم طاولة العشاء..إلا أن اصرارهم كان أقوى بكثير مع الوعد أن يومًا ما ستجتمع الثلاث عوائل مره أخرى

فلم يذهب لطاولة العشاء إلا عائلة الصياد وهشام وموسى
حاولت تقى أن تقنع زواجها بأن يخرج كل ثنائي للعشاء في الخارج ويجدا الوقت الخاص للحديث وتمضيه الوقت بعيدًا عن الجميع إلا أن أدم وشَريف اعترضا في الوقت ذاته..فلم تملك إلا أن توافق صاغرة

فكانت الكيمياء بين سيدرا وموسى في أوجها خاصة أن الطفلان غادرا مع عائلة موسى ليتركا له المجال والحرية للانفراد بعروسه..وبالطبع لو كانت لمار مستيقظة لكانت رفضت المغادرة..ولكنها سقطت نائمة حينما اقترب موعد نومها..أما فادي فلم يجدوا صعوبة في اقناعه
ما ان اقترحوا المغادرة وترك موسى وافق فورًا وغادر معهم

فكانت سيدرا جالسة جوار موسى الذي لم يضيع وقته وظل يحادثها بكلماتٍ خافتة تجعلها تضحك بخفوت بين الفنية والأخرى أو تتوهج خجلا وهي تحاول تسديد نظرتها الحازمة له..ولكن تلك النظرة لم تعد تُجدي وقد وجد موسى مداخل سيدرا وصار يملك مفتاح قلبها بكل بساطة

أما هشام وجودي فكانا صامتان متباعدان يأكلان طعامهما بهدوء تام دون أن ينظر بعضهما لبعض..ومن يراهما بعد عقد القران وهما متعانقان..لا يراهما وهما يتحاشان بعضهما..أو لدقة التعبير، كانت جودي هي من تتباعد عن هشام بإرتباك ظلله الضيق

فرغم أنها اختارت أن يعقد قرانه عليها إلا أنها لم تسامحه تمامًا على تلك الكلمات العنيفة التي ألقاها بها سابقًا
ففي قرار نفسها كانت تدري أنه قال تلك الكلمات ليجرحها وتبتعد عنه..وقد نجح في غايته وجرحها حتى إن لم يكن يعني تلك الكلمات أبدًا..لذا لن تمررها له بسهولة
ستنفث عن خطأها أولا وبعدها تحاول التأقلم مره أخرى مع فكرة أنه صار زوجها

(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن