الفصل الواحد، والثاني وثلاثون

8.5K 265 23
                                    

الفصل الواحد والثلاثون
.......................................
انتهت سيدرا من الاستعداد للذهاب لشركة الصياد
تنوي أخذ اوراق التوصية التي ستتقدم بها لعمل أخر دون مساعدة اسم الصياد، خاصة بعدما اعتذر لها عمها جواد بأنه لن يستطيع خسارة والدها بموافقته على عملها معه في الخارج، وبدء يرشح لها شركات تابعة لاسم الصياد ولكنها رفضت.
وقد قررت سلفًا أنها لن تعتمد على أحد في ايجاد عملٍ مناسب لها، شهادتها وخبرتها ستكفيها، بجانب اوراق التوصية التي تقر بجهودها في الشركة

سمعت صوت باب غرفتها لتجد والدتها تقف أمامها باسمة...
-كنت جاية اصحيكِ نقعد أنا وانتِ وبابا، بس شكلك خارجة

اقتربت من والدتها وقبلت وجنتها تردد تحية الصباح مغمغمة ببسمة رقيقة...
-انتِ من امبارح بليل عايزة تتكلمي معايا وبتتراجعي
قوليلي لو في حاجه!
اتسعت ابتسامة والدتها وهي تربت على وجنتها بسعادة وتجذبها لتجلس أمامها تنظر لها نظرة تعلم ماهيتها وما سيأتي بعدها ورغم ذالك جلست بأدب تستمع لحديث والدتها وهي تقول بحماس..
-في حد عايز يتقدملك، اخته شافتك في الحفلة وكانت هتتجنن عليكِ لأخوها وشكلها راحت قالتله
وطلع عارفك لأنه حضر معاكم اجتماع تقريبا من سنتين وكان فاكرك مخطوبة او متجوزة
ولما عرف انك مش مرتبطة خلا اخته تكلمني اعرف رأيك قبل مايتقدم لابوكِ ويرفضه زي عادته
ايه رأيك تقعدي معاه وتشوفيه، ممكن تفتكريه اصلا
اسمه راشد مهدي شغال في فرع الشركة الي في القاهرة

انتهت تقى من الثرثرة وسرد ما يجعل الحماس يتقافز في اوردتها لتجد وجه سيدرا هادئ خالي من اي تعبير، لا رفص ولا قبول، وانما تنظر لها بصمت
ولكنها استشفت صمتها على انه رفض وتأوهت برجاء وهي تحاوط كف سيدرا وتقول...
-بالله عليكِ ماترفضي من غير ماتشوفيه، اقعدي معاه وقرري، وابوكِ المرادي مش هسيبه يطفشه، خليني أفرح بيكِ ياسيدرا ويرتاح قلبي
العمر بيجري وانتِ اهو داخله في الاتنين وتلاتين ومدتيش فرصة لحد يدخل حياتك ولا تحبي وتتحبي بسبب ابوكِ
المرادي اعملي خاطر ليا انا بقا..
ودت سيدرا لو تضحك ساخرة وتصفع كفًا بأخر
والدتها في عالم أخر لا تدري بالصراعات القائمة بينها وبين والدها، ولا تدري أن احدهم دلف قلبها وزاد قيدها أكثر
تود لو تقسم لها انها حتى وإن جلست مع ذاك الرجل سترفضه سواء كان جيد او سيء، سترفضه لأن قلبها بات مشغولاً برجلاً أخر و عافت ما دون موسى رغم استحالتهم سويًا.
كتمت كل مشاعرها عن عيون والدتها الراجية، التي تنتظر ايمائه من رأسها توافق على حديثها، ولكن على عكس ذالك فاجئتها سيدرا وهي تربت على كفها وتقول ببساطة...
-معلش ياماما اقفلي الموضوع دا واعتذري ليهم

وقفت وجذبت حقيبتها وهاتفها ولازالت ملامحهت هادئة لا تنم عن اي شيء سوى السكون فقط
بخلاف تقى التي وقفت خلفها تقول بضيق حاد...
-دا أنا بقولك عشان خاطري أنا، بترفضيه ليه وانتِ متعرفيهوش، افرضي انه كويس ومحترم وعجبك يابنتي

(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن