الفصل الخامس

8K 312 6
                                    

رواية "زد قلبي"
للكاتبة وسام أسامه
الحلقة الخامسة "دمعتين وينتهي الأمر"

دمدم صوت المغني يتغنى بكلماته الحزينة والملائمة لحالته وجروحه ولا تزيدها إلا وجعًا

"تختاري تمشي وقت ماتلاقيني تايه
مالك نفس حالي لو بدون بيبقا حالك
البعد عنك كل شيئ خال
الولغيري تبقي.. مش هيبقا في مكانك"
كانت كلمات الأغنية حارقة على سمعة ... حارقة للغاية
كيف يتخيلها مع أحد غيره وقد تخيلها معه ..
كيف يتجاوز تلك الآمال التي بناها في خياله
كيف يتخطي وينسي كأنها لم تكن !
قرأ ذات أحد الكتب أن اصعب مرحلة في مراحل
الحب مرحلة التخطي...مرحلة الحياه دون الطرف الأخر
والتأقلم علي غيابة..وكأنه لم يكن من
الألماس
لا أصعب من تلك المرحلة ابدا
شعر عبيدة بوخز في قلبة أثر تذكرها.. يؤلمه ان من تعلق
قلبه بها ذهبت لأخر..يؤلمه انها كانت أمل الأيام
كان يستيقظ بنشاط في أيام وجودها في المشفي
پرتشف قهوتة بنشاط ويبتسم في وجه الجميع
ينظر لنفسة في إنعكاس هاتفة ليتأكد من هيئته
كان يمزح ويبتسم ويشعر بالحياه..كان يتنفس الحياة
ولكن الآن يفعل كل شيئ بفتور شديد...لا شغف ولا أمل
تنهد غبيدة بإختناق وأمسك هاتفة يتصل علي احدهم
اليجيب حديقة قائلا
معبوده عامل اية
ليقول عبيدة بعجز وصوت مكتوم..
-وائل انا مخنوق.. حاسس ان الدنيا بتضيق عليا
انا بتألم ياوائل.. مش قادر اتخطي مشاعري ليها
ومش قادر أنساها.. يبقا في المستشفي عايز اجري علي
المستشفي التانية عشان اشوفها.. اقف على بابها
اقولها اني بحبها من زمان... مش قادر انساها یا وائل
حاسس اني تعيس.. .انا تعيس من غيرها
تنهد وائل بشفقة علي حال صاحبة ليقول...
استهدي بالله ياغبيدة.. والله هتعدي وهتنسي
ارضي بالنصيب ربنا هيبعتلك بنت الحلال صدقني
الدموع كانت في عيناه ولكن فشل في إنزالها.. فشل في
التعبير عن حزنه كما فشل في التعبير عن حبه
ليقول بصوت متحشرج ...
-هو انا متحبش پاوائل !
شكلي وحش.. مليقش بيها.. اقل منها
هي محبتنیش الیه یا وائل يعني
صمت وائل ولم يجد كلمات مناسبة.. الشعر ان غبيدة يريد
أن يتكلم ويعبر عن مافي نفسة ..لا يحتاج لمواساة او
نصيحه...لیکمل عبيدة...
- بقوم الصبح ببقا كويس .. مش اوي بس ببقا مشغول عن
اني افتكرها.. يجي الليل بحس ان الوقت هيموتني
ذي بعدها كدا... بحس اني عمري ماهعرف انساها
انا زهقت من التفكير وزهقت من الوحدة
تحشرج صوت وائل تأثرا لحال صديقة ليقول..
-وحد الله ياعبيدة.. الحجات دي بايد ربنا
اقولك.. حضر الشاي انا جايلك
قاوم غبيدة تلك الغصة التي تخنقة ليقول..
- لا منجیش انا هنام دلوقتي..كنت محتاج افضفض بس
يلا تصبح على خير
اليغلق عبيدة ويلقي الهاتف بعيدا ولا زال "اللاب توب"
يشغل أغنية تلو أخري.. ليأتي مقطع جعلة يقف ويغلقه
بقوة
"باویلي تكوني ملاك وانا شيطانك.. مبعرفش اني ابقا
جمیل
بحبك رغم كوني مفارق لكن بردو هقولهالك"
تأوه غبيدة وخياله يجلب له وجهها.. ليته ما رأها
اليته لم يحبها.. ليته تحدث واخبرها عما في قلبه
الترفضه بقسوة ويكرهها بعدها ويغلق صفحتها
ولكنها كانت جميله بشكل مؤلم و لطيفة كالوورود و متفهمه کاسحابة تحتوي ألمه
كانت كل شيئ يتمناه وبعوض وحدته
اليتها كانت سيئه لينساها. ليتها لم تأخذ قلبه
اليتها كا تلك غزال کي يحتقرها شعر فجأه وكأن العالم لا يستوعبه..
اليهتف لنفسه
- اهدي ياغبيدة يوم ويعدي..هتنسي مع الوقت هتنسي
زي ماحجات كتير عدت..
كانت همساته مواساته لنفسة دائما.. ولم تنجح مواساته
أبدا..بل كانت كذبه يكذبها في كل وقت مؤلم
ورغم علمه انها كذبة..كان يكذب دائما..علها تكون حقيقة
طرقات عالية أفاقتة..أبتسم لعلمه أنه وائل.. لن يتركه الي
أن يتناسي ويضحك.. لذالك يعبر له عن حزنه بحرية
اليفتح له الباب قائلا..
مش قولتلك متجيش وهنام يابني
ضحك وائل وهو يعانقة بقوة..
-یاض پاکداب.. كنت هتفضل حزين كدا وتكتئب
وتفضل تقرفني بلايكاتك على الحب الفاشل بقا
لازم اجيلك وافرفشك وانعنشك...طب وربنا لولا اني عارف
انك راجل محترم ومؤمن کنت جبتلك موزه تروق عليك
نظر له غبيدة بعتب ليقول...
-ولو مش مؤمن کنت هتسيبني ازني عادي !
خجل وائل ليقول..
-ياعم بهزر بلاش تحرجني
ربت غبيدة علي كتفة ليقول..
- اعملك قهوة ولا نسكافية
-عشا.. اعملي عشا وبعد العشا كوباية شاي
ضحك غبيدة واتجه ليحضر له عشاء
اليهتف وائل..بلا عشان هنلعب دور فيفا ونقطع بعض
هز عبیدة رأسه ساخرا..
- اه ما انا عارف..وفي الاخر تقول الدراع بايظ
اتلهي على ما احضرلك العشا
ضحك وائل وأمسك "اللاب توب " يجهز وضع اللعبة الي
ان يتجهز العشاء
***
جلست غزال على الفراش في منزل عمتها وهي تمسح
دموعها بغيظ وتنظر الي جرح كفها .. غبيدة أجاد إذلالها هذه
المرة... كيف تركها هكذا مع جرح يدها دون الالتفات لها کیف حتي
أمسكت هاتفها واتصلت بصديقتها.. لتجيب الأخري بعد
توان بسيطة.
-غزالتي عملتي ايه
بكت غزال من جرح يدها وجرح كرامتها لتقول...
-هطق يارغدة..هموت من الغيظ
- انتي بتعيطي.. حصل ايه يابنتي استهدي بالله
قصت غزال ماحدث بإيجاز ولازالت شهقاتها تخرج مع كل
كلمة..مع مراعتها لخفض صوتها كي لا يسمعها أحد
التشهق رغدة قائلة بحدة...
- انتي عبيطة بابت انتي .. اقولك جرح صغير تروحي
فاتحة ايدك.. انتي عبيطه ولا بتستهبلي
- انا قولت طول ما الجرح اكبر هيفضل معايا
انما دا شخط فيا.. مصعبتش عليه حتي
هتفت رغدة بدهشة...
- شروق انتي طبيعية..!
انا بتكلم في ايدك وانتي تتكلمي في غيدة
مايغور زفت في ستين داهية..خلاص دا مبيفكرش فيكي
يبقا متضريش نفسك
عقدت غزالة حاجبيها بحده لتقول..
- لأميغورش.. وهيفكر فيا غصب عنه.. ومش هسيبه لحد
وهيحبني وهيتجوزني كمان.. مش غزال الي يتقال ليها لأ
ولو مش عايزة تساعديني قولي
صمتت رغدة تحاول إستيعاب مانقولة صديقتها
التقول بهدوء...
-غزال الموضوع مش عند.. وبعدين انا زعلت منك عشان
الي عملتيه في نفسك.. مابردو مش عقل الي عملتيه دا
اجابت غزال بوجوم...
- الي حصل بقا يارغدة.. بس ورحمة امي ماهعدي الي
حصل دا.. وإن مجالیش ندمان مبقاش غزال
-طب اهدي.. انتي هتعملي ايه دلوقتي !
!
همهمت بتفكير..
- هتصل ببابا اقوله اني مش مرتاحة..وعايزة ارجع بيتي
وهیکلم ريشة ترجع هي كمان وهلاقيه بكره جه
تنهدت رغدة لتقول..
- طيب ماشي ولما ترجعي قوليلي
نامي وارتاحي دلوقتي..وغيري علي إيدك كل شويه
تصبحي على خير
-وانتي من اهله..
أغلقت غزال وألفت الهاتف أمامها.. غير منتبهة لميادة التي
كانت تقف على باب غرفتها ساهمه بصدمة.. وزاد غضبها
وغيظها من تلك الفتاه..
***
كانت الأصوات تتداخل ببعضها صراخ جدتها وجيرانها
وبندق الخلفي أرضا ينزف الدم أثر ضربتها له .. لتهتف ريشة
بشراسه ..
-وربنا لاحبسك ياحيوان.. عشان تعرف ازاي تعمل كدا تاني
هتف جارهم مسعد..
-پابنتي سامحية دا بردو مهما كان انتو أهل
نظرت له بقوة هاتفة..
- ترضاها علي بنتك ياعم مسعد
طأطأ مسعد رأسه ليقول أحد الجيران...
عندك حق باريشه واحنا معاكي تعمليله محضر انتي
هتفت جدتها باكية..
- بت ياريشة يابت متعمليش كدا ورحمة امك
بندق غلبان والله مايقصد پابنتي
تنهدت ريشة بغضب مكتوم وعيناها تحكي ألمها من
موقف جدتها.. ثم نظرت البندق الذي يحدق بها بخبث وهو يعلم
أنا
استرضخ .. لتقول بألم
حاضر ياستي مش هحبسه.. بس الله لو قربلي ما هرحمه
همهم جيرانها وخرجوا من المنزل ووقف بندق وهو
يمسك رأسه وما كادت تغلق الغرفة حتي شعرت به يكتفها
بقوة ويكتم أنفاسها بجنون... ليغلق الباب بقدمه
هامسا بغضب...
- بقا عشان لمستك تلمي على امه لا إله إلا الله
والله ما عانقك یاریشه
عضت ریشه کفه وأطلقت صرخة عالية كادت تشق جدران
المنزل المتهالك.. ثم فقدت وعيها.. لم تشعر سوا بصوت
الجيران مره أخري ..وصوت سارينة سيارة الشرطة !
التربت احد النساء علي وجهها قائلة..
- فوقي ياحبيبتي عمك مسعد طلبله النجدة
وبالفعل خلال دقائق كانت ریشه وبندق وبعض الجيران
يقفون أمام الضابط وشاب آخر .. ليقسم بندق...
- وربنا ياباشا ماعملتلها دي بترمي بلاها عشان اتجوزها
واعتقها من
خدمة البيوت
شهقت ريشة بصدمة ليقول سعد بغضب.
-دا كدا ياباشا أول مااتحرش بيها صوتت وكلنا أتجمعنا
والحاجه اقنعتها متعملوش محضر..يذوب طلعنا بيوتنا
وسمعنا صريخ البنية.. نزلنا كلنا وكسرنا الباب لاقيناها
مرمية في الاوضه وجلابيتها متقطعه...وهو جري والرجاله
مسكوه
شهقت ریشه باكية ليقول الضابط بصرامة...
-دا حصل یاریشه !

(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن