التاسع والخمسون، الستون

13.3K 355 21
                                    

الفصل التاسع والخمسون
............................................

ما قبل حفلة توديع العزوبية..

تأوهت غزال بإرتياح وهي تخرج من الحمام متلحفة برداء الاستحمام الذي غطى إلى ماقبل ركبتاها بعدما أحكمت إغلاقة عليها.. تتمتع بدفئ ملمس القطن على جسدها الناعم

والبخار يخرج من خلفها بسبب الاحتباس الحراري بالداخل

فكان وجهها مُشرق يعلوه تورد من أثر الحرارة

وخصلاتها المبتلة ترتاح على ظهرها وقطرات الماء تسقط منه على ظهرها

رأت رغدة تنفخ البلونات الملونة وتلصقها على الحائط.. المُزينة بخيوط ملونة أنيقة تُضيء ببهجة

أما علية وريشة كانتا في المطبخ تجهزان الحناء والضيافة قبل قدوم الحضور..ولكن ما أن رأتها صاحت غامزة..

-حمام الهنا ياعروسة

انتبهت لها علية ونظرت لنصف جسدها المكشوف من رداء الحمام فجعدت جبينها تزجرها بضيق..

-خشي ياغزال البسي حاجه عليكي بلاش قلة حيا..ويلا نشفي شعرك والبسي اي حاجه مش محتجاها على ماوفاء تيجي برسم الحنا عشان نحني رجلك وايدك

وقفت غزال أمام باب المطبخ تنظر لذاك الهرم البُني بنظرات متقززة ووجه متجعد برفض وهي ترى علية تجمع الحناء وتنثر عليها الورود.. فصاحب بصبرٍ نافذ...

-أنا مستحيل أحط البتاعة دي على جسمي

أنا مبحبش الحنة ولا بطيقها أصلا

ضحكت رغدة التي أتت من خلفها لتضع على رأس غزال منشفة كي تجفف خصلاتها المبللة من أثر "حمام العروس" وهي تقول ضاحكة...

-فاكرة يوم حنتي لما مقدرتيش تشوفي منظرها وتعبتي اليوم دا وبطنك قلبت.. فاكرة يابت ياريشة

ضحكت ريشة الواقفة جوار علية تساعدها في تزيين الحناء وهي تقول بحسرة ضاحكة...

-ودا يوم يتنسي.. دي طلعت عنيا اليوم دا

فضلت كل ما اعملها اكلة تقولي قرفانة، خلت الحج كامل الله يرحمه يقولي طب اعمليلها غيرها

تلاشت ملامح العبوس من وجه غزال وكساها الحزن على ذكرى جدها الحبيب.. ودمعت عيناها وهمست..

-ياترى هو حاسس بيا دلوقتي.. وعارف اني هتجوز بكره!

اتجهت ريشة تغسل يداها من الحناء سريعًا وتتجه نحو غزال تعانقها بقوة تمازحها برقة...

-لا بقولك ايه، انهاردة حنتك مش عايزين النظرات دي خالص، عايزاكِ انهاردة مبسوطة وتعيشي يومك

وبعدين الحج كامل حواليكي كل لحظ، شايفك وبيتمنى تكوني مبسوطة ومرتاحة دايمًا

بلاش بقا نكد ياغزالة

(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن