الفصل التاسع عشر والعشرون

8.9K 279 19
                                    

الفصل التاسع عشر
..................................
دخلت علية الغرفة لتجد غزال لازالت نائمة في فراشها عيناها شاخصة على كفها الذي يحوي تلك الحلقة الذهبية التي تأبى خلعها رغم اصرار علية
تهدلت أكتاف علية بحزن، كلما نظرت اليها ينتابها ألم
وكأنها ابنتها التي خرجت من رحمها وليست فتاة جديدة على دارهم، بل حتى أنها بدأت تنافس وفاء في محبتها لها

حزنها يحدث النيران في قلب علية، يجعلها تود لو تأكل كبد كل من احزنها وخاصة ذاك الرجل الذي هجرها في تلك الظروف النفسية العصيبة
كيف استطاع رميها خلف ظهره والمضي في حياته بل ويرتبط بإحداهن بعد شهور قليلة
كيف استطاع الدعس على قلب امرأة تهيم به كغزال !

تنهدت وهي تقترب منها وتجلس على الفراش وتهذب خصلاتها الناعمة بحنان هامسة..
-طالما انتِ صاحية مطلعتيش قعدتي معايا برة ليه

انتبهت لها غزال لتنظر لها بعيناها الدامعتان نظرة صامتة تحمل الكثير والكثير من الحزن واللوعة
تحمل اليأس الذي اطاح بها خاصة منذ زيارتها الأخيرة للطبيبة التي وبختها أنها لا تحرز تقدمًا بسبب صمتها ذاك.. وإن لم تخرج من شرنقتها تلك ستكون الخاسرة الوحيدة
كادت تتحدث وتخبرها أنها على كل حال خاسرة
خسرت والداها وجدها والرجل الوحيد الذي احبته
حتى أنها خسرت منزلها الذي نشأت به
وخسرت نفسها وأملها، خسرت كل شيئ في لمح البصر ، بالفعل هي الخاسرة الوحيدة

استفاقت على تنهيدة علية التي مسحت وجنتها بحماس زائف وتقول..
-في مفاجأة وفاء محضرهالك بس هحرقها أنا واغششك وربنا يسامحني بقى، واحدة عايزة تشوفك وهتوصل هنا كمان شوية، قالت انك لما تشوفيها هتطيري من الفرحة

اعتدلت من نومتها سريعًا وجلست تضم ركبتيها لها وقد توسعت عيناها بلهفة وقد تفاعلت مع حماس علية لتقول بخفوت..
-ريشة !

صمتت علية لثوان تُفكر وتسترجع الاسم الذي قيل أمامها لتحرك رأسها نافية وتغمغم..
-لا مش ريشة، واحدة اسمها رغد او رغدة
الي عرفته انها جاية من السفر عليكِ على طول
ووفاء راحت تجيبها لحد هنا

رغدة، صديقتها التي تعيش خارج مصر أتت !
اجتمعت غصة في حلقها وهي تتذكر حاجتها لها في الماضي، حينما راسلتها تخبرها أنها تحتاجها في اقصى سرعة.. كانت تبكِ بإنهيار حينما وضع عبيده خاتمة في كفها ينهي خطوبتهم ليلة زواج ريشة
حاولت تتواصل معها كي تخبرها بما يحزنها ويغضبها ولكن رغدة لم تُجب او تفتح الرسائل مطلقًا
بل اختفت من مواقع التواصل نهائيًا، اختفاء مقلق
جعل غزال تحاول الوصول لها مرارًا وتكرار

ثم توالت أحداث موت جدها، وحالتها النفسية
ثم ضرب عبيده لها وهروبها من شقتها ثم مكوثها في المنصورة مع خالها سليمان وعلية
وقد نسيت رغدة تمامًا او تناستها غضبًا منها
كانت ساخطة عليها، كيف تتركها وحيدة ولا تحادثها
حتى لم تتصل بها حينما انتشر خبر وفاة كامل
لم تكلف خاطرها وتحدثها

(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن