الفصل السابع، الثامن والثلاثون

8.3K 279 20
                                    

الفصل السابع والثلاثون
.........................................
متمسك بيها زي حق العودة
علاقتي فيها زي البلاد والفوضى
كل تفاصيلها تُمثل احتلالي
تحريرها مش كفايه فبشتريلها كوكب🍁
                             ***

انتفضت من الفراش وقد ضاق صدرها من الزنزانة التي سُجنت بها قسرًا من قِبل زوجها العنيد
لم يكتفي من حرمانها من الجامعة وأخذ هاتفها وحاسوبها، بل وايضًا منع خروجها مطلقًا من القصر
وفوق كل هذا ينبذها ويتجاهل غضبها وكأنه لم يفعل شيئًا!
وأخر ما حدث وحرق جوفها أنه يعيش ويفعل ماانتقده بها، اتهمها في زميلها في الجامعة دون وجه حق، ودون دليل واحد حتى
وفي الآن ذاته يقضي اوقاته مع مساعدته، يتركها تتصل به كل ستون دقيقة، يراسلها دائمًا
وتفاجئت صباح اليوم انه يأكل وجباته معها حينما استيقظت حينما كان بالحمام وضوى هاتفه جوارها برسالة زادت من فجواتهم أضعاف، وجعلت تنهيدة متألمة تخرج من بين ثناياها ندمًا على زواجها منه
فقد رأت رساله في واجهة هاتفه اليوم من روڤان تلك وهي تسأله مهتمة " تحب تفطر ايه انهاردة "1

اُغلقت الشاشة كما ضوت بمنتهى البساطة
كان كل شيء حولها هادئًا وعلى مايرام، عدا قلبها
فما كان منها إلا الاندساس تحت الشرشف تتظاهر بالنوم وتزرف الدموع بصمت
وظلت على هذا الحال إلى أن غادر إلى عمله بجمود صامت كعادته مؤخرًا دون كلمة او اعتذار
غصة الظلم ازداد حجمها في حلقها، ليته يرى إلى أي مدى يظلمها ويحطمها، ليته يرى الأذى الذي ينشبه بأظفرها في قلبها
راحت عيناها تبكِ ولسان حالها يقول ألف ياليت
ليته لم يتزوجها من الأساس وتركها في عالمها الذي تقبلته مُجبرة
ليته لم يعطيها قطرات لُطفه التي اوقعتها في حبه
وبعدها بات يسقيها البؤس كدواءٍ لا نفعة منه ولا شفاء... ليته مارأها ولا جمعهم الزمن ولو برهة

عنفها عقلها كي تكف عن النحيب وذكرها
أن ليت لن تعيدها إلى الماضي ولن تُجمل المستقبل
بل ستزيد مرارة الحاضر ولوعة القلب الحزين
ليت ماهي إلا اداة لجلد الذات وتعنفيها، والذات لا ينقصها تأنيب!
اخرجها من بؤسها طرقات الباب التي صدحت تقتحم خصوصية حزنها وتخرجها من دوامة حديث النفس
فوقفت بثقل تفتح الباب وتنظر لوجه جودي الصبوح الذي أطل عليها وهي تقول...
-انتِ غيبتي من الكلية انهاردة كمان!
قطعت جودي حديثها وهي تحدق في وجهها بذهول
ترى عيناها المنتفخة أثر السهر او البكاء
ووجهها الأحمر أثبت الاحتمال الثاني
بهوتها وشفتاها الجافة، خصلاتها المُشعثة بإهمال
والحزن الذي يقفز من عيناها بوضوحٍ شديد
كل هذه الاشياء جعلت جودي تدلف الغرفة وتقول بقلق...
-لا دا مش دور برد زي مابتقولوا، رشد انتِ حاصل معاكِ حاجه.. في ايه مخلي شكلك كدا ومبتطلعيش من الأوضة بقالك اسبوع، شَريف عملك ايه

بعكس المتوقع وخلاف تحفظها وتكتمها الدائم
انفجرت باكية وانكمش كتفاها بذُل جعل جودي تشهق فزعه وهي تمسك كفها المرتعش وتربت على كفها مواسية... والأخرى تشهق ببكاءٍ حاد شهقات كادت تزهق روحها
الألم يخنقها والخذلان يكتفها.. والعالم ضاق بها
تبكِ وكأنها للمرة الأولى تبكِ في عمرها
أو أنها تلقت خبر وفاة عائلتها حديثًا
تبكِ وكأن العالم اجتمع على تعنيفها وما دافع عنها شخص واحدٍ
لم تعد ترى جودي ولا تشعر بذراعاها اللذان حاوطاها
كي تهدئ روعها، لم تعد تشعر بجسدها الذي يرتجف من بكائها ولا بملوحة الدموع في فمها، ولا ببكائها الذي تحول لصرخاتٍ متقطعة

(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن