الحلقة التاسعة عشر

5.6K 244 0
                                    

رواية "رُد قلبي "
الحلقة التاسعة عشر " رُد قلبي!!"
........................................
دلف صالح الي منزله بعد يوم تعب مُرهق كما حال كل أيام عمله..القي مفاتيحة علي الطاولة المجاورة للباب ودلف دون ان يضيئ الإنارة..ليسمع صوت والدته...
-حمدلله علي سلامتك ياحبيبي

ابتسم صالح ليقترب من مجلسها ويجلس جوارها قائلا بصوت لين مُرهق...
-مش قولتلك بلاش تسهري وقت طويل كدا ياامي
وقولتلك اني هتأخر بره

لوت شفتيها مُبرره لتقول..
-مش هعرف انام طول ماانا عارفة انك هتيجي تنام من غير ماتاكل ولا تهتم بدواك..حتي رافعة نزلت لعيلتها اجازة انهاردة فا انا الي هحضرلك اكلك وانام

قطب جبينه بضيق ليقبل يدها قائلا..
-امي انا بعرف اعمل كل حاجة لنفسي..بعد كدا نامي وارتاحي..

صمت قليلا ليقول بخفوت..
-رباب كلمتني انهاردة وفضلت تعيط انك مش راضية تروحي تقعدي معاها كام يوم..

تنهدت سميرة ..
-اختك لما بروحلها بتبقا عايزاني أقعد معاها شهر شهرين مش مجرد ايام يابني

-انتي مبترتاحيش عندها ياأمي..فريد بيضايقك !

نفت سميرة سريعًا...
-بالعكس دا بيعاملني زي امه تمام..ورباب بتبقا مبسوطة بيا والولاد ماليين عليا الدنيا..بس ..مش جايلي قلب اسيبك ياصالح

حرك رأسه نافيًا..
-لا ياأمي روحي اقعدي عندها الوقت الي تحبيه
كدا كدا رافعة لما بتنزل لأهلها بتتأخر..روحي لرباب غيري جو..وتعالي اقعدي معاها اسبوعين تلاتة..وانا هجيلكم كل كام يوم..قعدتك لوحدك دي مش مريحاني

-بس ياصالح ..

قاطعها صالح برجاء..
-بالله عليكي ياامي بلاش خوفك الي ملوش مُبرر دا
هاكل كويس ومش هنسي العلاج وكله هيكون تمام
بس متزوديش تعبي بقلقي عليكي..ممكن

ترددت نظرات سميرة لتتنهد اخيرًا..
-طب هما اسبوعين بس..ومش هقعد عندها أكتر من كدا
عشان متتوسطلهاش

ضحك صالح بخفوت ليقف قائلا..
-تمام انا هروح اخد حمام واغير هدومي

-عملت ايه في موضوع جوازك ياصالح ..حددت هتتقدم للبنت امتا ولا نسيت الموضوع

تسمر صالح بمحله وهو يتذكر رغبته في الزواج من جودي الصياد..ليتنهد قبل ان يقول بهدوء..
-لا لسه هكلم والدها بكره..ونحدد

-ربنا يجعلك فيها النصيب لو خير ليك يارب..واعيش واحضر ليلتك واشيل ولادك ياحبيبي

تمتم بكلمات غير مسموعة واتجه الي غرفتة..أغلق الباب ووقف أمام مرآتة يخلع بذلتة بشرود..وعيناه غائمة بصمت
لا يدري لما يحتله الضيق..لما يشعر وكأن داخلة قبضة قاسية تُمسك بقلبه الكهل

أمعن النظر في انعكاسه وهو ينظر لنفسه وكأنه أول مره يري بها هيأتة..رجل تخطي الرابع والثلاثون لم يتزوج بعد
تقطيبة جبينة تُنبأ بصعوبة ايامه ..او ركودها
بنيته العضلية المُعتدلة وملامحة الخشنة الجذابة لوالده المتوفي ...طولة الذي قرُب للمتر والتسعين... وهيأته الخشنة التي لا تتلائم مع هيئة رجال عصره
خصلاته القصيرة المُهذبة ككل شيئ في حياته
يتلائم ان يكون زوج للجودي الفاتنة والناعمة
تلك الفتاة تُشبه العصافير برقتها ونعومتها ..وخجلها الفطري الممزوج بثقتها بنفسها..أفضل زوجة قد يحظي بها ولكن...ولكنها لم تكن كا لي..

(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن