الفصل الخامس عشر

6.4K 275 1
                                    

"رُد قلبي"
الحلقة الخامس عشر.." بطاقة تمرد"
.........................................
تربعت أرضا ببرج الحمام وهي تُريح عيناها مع طيران الطيور وتحليقها عاليًا..وجزء طفولي داخلها تمني لو كانت طير..لو كانت حمامة بيضاء تحط أينما شائت..تطير وتطير الي أن تتعب من الحرية

ولكنها لا تأمن لحظها العثر فربما كانت حمامة مكسورة الأجنحة أيضًا !
كما هي مكسورة الخاطر والفؤاد الآن
وضعت يدها علي عيناها تحاول حجبها عن الذكريات الأليمة..عن موت والدها وهي في بطن أمها اثر حادث مروع..لتتجه والدتها المسكينة لتعمل مُساعدة في البيوت

لطالما قالت له والدتها أنها تكره كلمة خادمة
وتُحبذ كلمة مُساعدة..لأنها تُساعد الناس لتكون حياتهم أسهل..ومليئة بالنظافة والراحة
حتي ترسخت جُملة مساعدة في عقل ريشة
لتتوفي والدتها وهي في سن العاشرة..وبدأت رحلة الشقاء بالنسبة لها..حيث كانت غزال في الثالث عشر من عمرها
وهي كانت في العاشره..فجأة وجدت نفسها مسؤله عن نظافة منزل كامل وطهو الطعام وكي الملابس وغسلها

وكان كامل خير مُعين لها..رغم مقدرته علي الإتيان بمساعدة أخري ولكن فضل أن يكفلها وتكون فردًا منهم
وألقتها جدتها لهم بمقابل مادي بخس..ليحتضنها كامل ويعاملها بضمير ورفق..ولكن غزال لا

كانت تعاملها بتكبر رغم الصغر..تارة تكون لطيفة..وتارة تكون لا تُطاق..حتي تأقلمت علي تلك الحياة
ولكن كلمة خادمة كانت تطعنها بقوة..تشعرها أنها قليلة لا قيمة لها..برغم من أن خادم القوم سيدهم..إلا أن غزال تشعرها بالدونية...لا تنكر أن داخلها غيرة من جمالها وحياتها المستقرة المليئة بالدلال والترف

لكنها إستطاعت الفصل بين الغيرة والمحبة لها
بل والرضي عن وضعها والتفاؤل بالمستقبل
بل وشعرت بالحب..لأول مره..تشعر أن قلبها الصغير من حقوقه عليها حق الحب...ولكن الخذلان جاء سريعًا
أن عدت سنوات عمرها ستحدهم تسعة عشر خيبة وخذلان

تنهدت وهي تمسح دموعها بشرود..ولم تنتبه للجالس وجوارها يطالعها بصمت..ولم يكن سوا شَريف..الذي تحدث بهدوء..
-تقريبًا انتي معندكيش قنوات دموع..عندك خزانات..عارفا الخزانات

شهقت بفزع وهي تنظر له بذعر..متي أتي ذاك
لتنظر ليده التي فُتحت لوسعيها وهو يصف "الخزانات" علي حد قوله..لتقول بفزع..
-بسم الله الرحمن الرحيم

ضحك وأمال رأسه مع ضحكته قائلا وسط ضحكاتة..
-طب جامليني وقولي بسم الله ماشاء الله
علي الأقل هحس اني مش وحش زي العفاريت

أشاحت وجهها عنه بحنق وهي تضع يدها علي قلبها الذي يقرع كاطبول الحرب..ليقول بضيق وقد توقفت ضحكاتة..
-بقالك كام يوم مبتجيش ليه !

عضت شفتيها بتوتر
مالذي ستقوله له..أتقول أن ضميرها وعقلها كادا يقتلانها من ذاك العناق وظلت تعنف نفسها طوال الوقت
بالتأكيد لن يفهم كلماتها..لأنه هو من إستغل ضعفها وعانقها
ليُغمغم...
-عملية تغييرك صعبة اوي ياريشة
هتتعبيني معاكي في التدريب

(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن