رواية رد قلبي الجزء الثاني
الفصل السبعون (جزء اول)
.............................................................................كان جالسًا على تلك الأريكة المهترئة شارد الذهن تمامًا منقطع عن العالم الخارجي تمامًا..كعادته منذ أشهر حينما أتى لتلك الشقة الضيقة التي يسكنها مع زميله السابق في الشرطة " رفيق المُغازي" والذي فتح له باب شقته الضيقة على مصراعيها رغم عدم توافقهم في الماضي
فكانا لا يطيقان النظر لوجه بعضهما..ويال السخرية هو الآن يجلس معه في شقة واحدة في أحد المناطق الشعبية
تنهد بسأم وهو يخرج سيجارة ويشعلها وينفث فيها بقوة
عقله يعمل في مكانٍ آخر..يتسائل عن حال اخوته..هل هم على مايرام واستطاعوا تخطي ما مضى !
هل نسي أهل القرية ماحدث وصارت الحادثة من حكايات الماضي الواعظة !!..هل استقر محروس في مصر أم سافر مره أخرى....جودي..هل تقبلت الجرح أم لازالت تلعنه في الأرض والسماء، حتى لو ظلت تلعنه هو لا يلومها أبدًا، لو الأمر بيده لرجاها أن تظل تلعنه عله يغضب منها وينسى شعوره نحوها..ولكن لا
ماعاد هناك مايجمعهم سويًا..بالأساس لم يكن هناك مايجمعهم سويًا، من البداية وجودي من عالم وهو من عالم أخر..جودي هي النسخة القريبة بما يكفي للملاك الرقيق الذي لا ينشر حوله إلا النور أينما انخفض جناحاهاأما هو فكان النسخة الاسوء من البشر..والسيئون لا ينالوا الملائكة مكافأتهم من السماء..بل يشردوا في الأرض حتى تزهق أرواحهم للسماء دون أنيس !
استفاق من شروده على تعليق رفيق وهو يدمدم بنبرة حادة...
-قولتلك ألف مره دخن في البلاكونة..أنا مبقبلش ريحة السجاير بقالي شهور بقولكتابع هشام زفيرة بهبهات السجائر ورائحتها التي صارت كسحابة تغطي الغرفة وبدأ يتأمل رفيق الذي يعبث في اوراقه ويلملمها كي يستعد لجلسة الحكم في أحد محاكم الجنايات..ورغم أن رفيق كان يومًا ضابط شرطة قبل ان يُفصل بسبب حادث قلب حياته رأسًا على عقب
إلا أنه لم يقف مكانه..بل تابع سعيه واجتهاده وحول مسار عمله للمحاماه الحرة
ورغم الصعوبات التي يواجهها كل يوم بصفته ضابط سابق إلا أن كل هذا لم يمنعه في السعي لما يريده
فتحدث هشام بنبرة فاترة وهو يرى سرعته في تجميع أوراق القضية..
-أنا مستغربك ياأخي..عمري ماعرفت افهمكعقد رفيق حاجباه دون ان يترك الأوراق أو يرفع وجهه فيه ورد على كلماته بهدوء...
-من ساعة ماشوفتك من اربع خمس سنين واحنا مبنفهمش بعض ايه الجديد عشان تستغرباطفأ هشام سيجارته وتحدث بنبرة جامدة خاوية...
-ازاي بتعرف تروح القسم والمحكمة وتحط عينك في عين زمايلك وأنت محامي..معقول مبتشوفش الشماتة في عينيهم وهما شايفينك بتجري شمال ويمين وهما بيبيعوا ويشتروا في الي حواليهم !
أنت تقرأ
(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️
عاطفيةرواية رد قلبي للكاتبة وسام أسامة وهي مؤلفة سلسلة قاسٍ ولكن أحبني ومشاعر قاسية وغيرها من الروايات الالكترونية الشيقة