الخاتمة (الجزء الثاني)

15.2K 467 51
                                    

جاء الصباح محملاً بنسائم الخريف العليلة
ورغم تلك النسمات إلا أن الشمس كانت ساطعة، تكسو السماء بخيوطها وتتناغم مع لون السماء المبهج

كان كل شيء جميل
ساعة الصبح، السماء، الشمس، زقزقات العصور
وحفيف الأشجار..وكذالك رائحة المخبوزات التي تصنعها زينة في كل صباح، وصوت الراديو بإذاعة القرأن الكريم يبعث في النفس دفئًا وراحة لا مثيل لهما

رغم أن اليوم كان يوم العطلة عن العمل
إلا أنه وجد نفسه يستيقظ في تلك الساعة الباكرة
يشارك الكون ساعات أول اليوم
وصار استيقاظه باكرًا أمرًا معتاد منذ أن استقر هو وزينة في منزلهما الجديد
وذالك لأن زوجته الصغيرة اعتادت في منزل والدتها الاستيقاظ صباحًا وتحضير الفطور، والبديهي أنها لن تتناول الفطور وحدها، بل توقظه يشاركها الفطور ويستعد للعمل فورًا

ولازمته تلك العادة حتى أصبح يستيقظ قبل حتى مبادرتها لإيقاظه، وهذا ما جعلها أكثر حماسًا في إعداد مخبوزاتها الصباحية المحشوة بالجبنة والعجوة

وقف عن فراشه ببعض الكسل، واتجه نحو الحمام ليغتسل ويبدء روتينه الصباحي الخاص بأيام العطل
إلى أن مرت ثلاثون دقيقة وخرج متجهًا للمطبخ وقد تحمم وغير منامته بأخرى منزلية نظيفة تمامًا
وقف على باب المطبخ يحدق في ظهر زوجته التي كانت تحضر طاولة الطعام الخاصة بيوم العطلة

زينة تعد نوعان من الفطور.
فطور الأيام السريعة كأيام الاسبوع، ويتكون الفطور من " جُبن، مربى، مخبوزات، وكوب شاي"
أما فطور يوم العطلة يكون عامرًا
"فول بالطحينة، بلح بالزبدة، جبن بقطع الطماطم والخيار، مخبوزات، كوب شاي باللبن "

ورغم دسامة الفطور إلا انه اعتاد تناوله معها
كما اعتاد كل شيء دخلت حياته به
كانت زينة تخالف النظرة النمطية عن فتيات الريف
لم تكن فتاة ضعيفة خانعة..أو قليلة التفكير والحديث، بل كانت فتاة تعرف أهدافها وتثق في نفسها وتصرفاتها، لم تكن تلك الفتاة التي صورتها السينما المصرية عن فتيات الريف

زينة دخلت حياته ووضعت قانونها الخاص وعاداتها
أضافت لمستها في حياته وفي شخصيته حتى بات يجدها ملائمة له والعكس
فتاة قوية مثابرة ومجتهدة وزوجة تتعلم لتسعد نفسها وزوجها

انتبه من شروده على صوتها وهي تقول باسمة بصوتٍ خرج سعيد...
-افتكرتك هتطول في النوم وكنت لسه هدخل اصحيك..تعالى اقعد عشان نفطر

تبسم واقترب من طاولة الطعام يجلس على مقعده
وجلست أمامه قبل أن يردد بصوتٍ أجش من أثر النوم...
-صباح الخير

ناولته كوب الشاي بلبن الذي صبته توًا وهي ترد على تحيته سربعًا وتسرد الأخبار التي تسببت في سعادتها الصباحية تلك...
-صباح الفل...ماما لسه قافلة معايا من شويه
قالتلي ان زينب كلمتها الفجر وقالتلها انها حامل
بعدها بساعة لاقتها جاية مع طاهر عشان تقعد معاها اليوم..متتصورش زينب فرحانة قد ايه، خصوصا ان مفيش حد من البلد سابها الشهور الي فاتت الا وسألها مفيش حاجه جاية ولا ايه..لحد مازهقت
ولا صوتها وفرحتها وهي بتقولي، كان نفسي اكون معاها اللحظة دي اوي

(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن