الفصل التاسع والعشرون، والثلاثون

8.2K 269 11
                                    

الفصل التاسع والعشرون
.....................................
كانت تخلط مكونات الطعام بعقلٍ شارد، رغم كل محاولاتها للتركيز إلا أنها تبوء بفشلٍ مخزي، وعقلها يسترجع تلك الدقائق التي قضتها مع رحيم قبل أن يصدمها بطلبه
كانت صدمتها كبيرة وغضبها أكبر، ولم تترجم ذاك الغضب إلا عن طريق تجاهل اتصالاته اليومية، تتجاهل كونه طلب منها ألا تتحاشاه حتى وإن رفضت طلبه
ولكنها لا تستطيع تقبل عرضه، ولا تقبل فكرة الزواج مرة أخرى..!
سابقًا كانت لا تستوعب الانفصال عن ناجي، كانت لا تتخيل أن تعيش دونه ولو ثانية واحدة
ولكن للسخرية ها هي قد انفصلت عنه وتمقته شر المقت
والآن لا تستطيع تخيل أن يأتي رجلاً أخر ويشغل حياتها
لا تتقبل أن تعيش مع ناجي أخر وتعاود كرة العذاب
رغم الاختلاف بين رحيم وناجي إلا أن الاثنان رجال
قلوبهم ملأنه بالأنانية والخيانة
وهي اكتفت من الأنانية التي نخرت عظامها بسبب ناجي
يكفيها أنها فقدت شعور الأمومه بسببه، رغم حنانها وامومتها على رامي إلا أنها حُرمت من طفل يخرج من احشائها، بسبب أنانية ذاك الوغد، وبسبب غبائها وتنازلها الذي فاق الحد الطبيعي3
لا يسقط مؤمن في جحر واحد مرتين
وغبائها لن يتكرر نهائيًا، يكفيها خسارة طفل لم تلده
وسنواتٍ ضاعت هباءًا وقلبً قد كُسر على يد ناجي
استفاقت من شرودها على اتصالٍ منه اخرجها من أفكارها الاتي تدور حوله بالطبع، ولكن ككل محاولاته السابقة أغلقت هاتفها ووضعته في جيب سترتة الطبخ وأكملت مزج المكونات عابسة

ليأتي صوت رامي من خلفها يقول باسمًا...
-الي اعرفه ان الويكا خضرا مش حمرا، البامية عملتلك ايه يامُنمُن عشان تهريها كدا1

انتفضت وهي تنظر لرامي ثم للطبخة التي تفتت من كثرة تقليبها حتى اختفت ملامح البامية تمامًا
شهقت بهلع وهي تغلق النار وتطالع الطبخة بأسى هامسة...
-مخدتش بالي خالص، ااااه هقعد تاني أقمع البامية واحضرها من اول وجديد1

وجدت رامي يربت على صدره بقوة وهو يصرخ كجندي في العسكرية...
-جندي مجند راااامي هيساعدك يافندم2

تشقق ثغرها في ابتسامة خافتة وهي تربت على كتفه، ودقائق لا أكثر وكان رامي يجلس جوارها ممسكًا بسكين صغيرة ويقطع مقدمة البامية بانتباه
وبعد الخامسة صرخت بمزاجٍ حاد وهي ترى البامية بلا رؤوس في صحنه
وطريقته الخاطئة في تقطيعها...
-رامي انت كدا بتبوظها قولتلك بتشيل الحروف بس1

توقف عن تقطيع البامية ووضع سكينه جانبًا وهو يرى مزاجها الغير جيد ابدًا وعيناها الشاردة تحكي انفعال افكارها الصامتة.. تنحنح قبل أن يقول بهدوء..
-ماما انتِ بقالك كام يوم سرحانة ومكشرة
في حاجه شاغلة بالك ومضيقاكِ!
حركت رأسها نافية ولازالت تقطع باندماج، تتشاغل عن سؤاله الذي شرح حالتها منذ لقائها برحيم
ليغمغم رامي وهو يأخذ من يدها السكين والبامية...
-متقوليش لا، أنا عارف انتِ كدا ليه

(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن