الفصل الخامس عشر والسادس عشر

8.1K 266 12
                                    

الحلقة الخامسة عشر الجزء الثاني
.......................................
كانت نزهة غزال وعلية كئيبة لا ابتسامة فيها ولا حديث
غزال شاردة غارقة في سيل ذكرياتها، وعلية واجمة كأن القط أكل عشائها..وحينما حاولت الحديث مع غزال والتخفيف من حدة حزنهم فشلت فشل زريع
كيف تعطيها الطمأنينة وهي فاقدة مثلها !
كيف تصبر روحها المتعبة وتخبرها أن تكف عن البكاء وهي التي ذرفت الدموع لسنوات حتى جفت

كانت غزال جالسة في شقة الخياطة " أم عمر " تنتظر انتهائها من الحديث مع علية ولكن مالفت انتباهها دموع المرأة وهي تقول بصوت مختنق..
-والله ياعلية أنا قلبي واجعني على عمر..فضل يتعلم كام سنة ومسافر للكلية وراجع من الكلية وصرفنا عليه دم قلبنا وأهو في الآخر مش لاقي شغل ونفسه مكسورة2

ربتت علية على يدها مواسية بهدوء..
-استهدي بالله، والله الحال مش على ابنك لوحده يا أم عمر..جارنا الحاج موافي ابنه أهو مفروض دكتور ماشاء الله
ومكانش لاقي شغل

-بس الواد نفسه مكسورة ياعلية..دا حتى السوبر ماركت الكبير الي على هنا..ابوه فضل يقوله روح اشتغل فيه وهو يقول أنا عايز اشتغل في بنك أو في شركة ولو صغيرة وفي الأخر وافق لما ابوه هدده انه هيغضب عليه لو مشافش رزقه وحاله، راح عشان يشغلوه رفضوه..فضل يقولهم أنا متخرج من تجارة انجليزي بتقدير جيد جدًا
قالوله بنعين بالخبرة التقدير دا ملوش لازمة

تنهدت علية بضيق على حالهم لتقول بتردد..
-أنا هكلم سليمان يشوفله شغل ياأم عمر وإن شاء الله خير
بس متخليهوش يستنى لو لاقى حاجه..أنا بردو مش عايزة اديكِ أمل على الفاضي

وضعت ام عمر كفيها على وجهها وانتحبت بقهر وحزن على حال ولدها الكبير، عمر الذي كان يأكل الكتب دراسة واجتهاد..ويسافر لحضور المحاضرات في القطار ويعود في نفس اليوم لمدة أربع أعوام كاملة دون يأس كي يأخذ شهادته ويبدأ عمله
ليأخذ أول صفعة عدم وجود فرصة عمل بعد انتهائه من الدراسة..صبر وتحمل ولكن لا نتيجة
ظلت علية تربت على ظهرها تهدئهت بكلمات معتادة وتصبىها أن الله سيعوضه خيرًا بعد تعبه
بينما غزال كانت تطالعهك بغرابة وعجز

تود مواساة المرأة ولكن علامَ المواساة
لأن ولدها تأخر في إيجاد وظيفة !
هذا يحدث مع أغلب الشباب بشكل عام، لمَ تصور الأمر وكأنه مأسوي لهذة الدرجة !

جذبت غزال يد علية لتميل عليها تهمس لها..
-لو في اي مكنة سحب فلوس اروح اسحب واديلها اي حاجة !

نظرت لها علية بغضب خاصة وأن أم عمر وصل لها همس غزال.. لتمسح دموعها سريعًا وتعود للخياطة بوجه خجل أنها انفجرت بالبكاء حتى ظنوها تريد " الحسنة" منهم

ولكن علية تداركت الوضع وهي تقف وتربت على ظهرها متمتمة بيقين...
-متقلقيش ياام عمر ربنا هيفرجها عن قريب
هوني على قلبك وأنا هكلم سليمان زي ماقولتلك

(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن