-(اقفي هنا كلميني يا هانم ..اقفي عندك بقولك ياريشة)
كان صياح شَريف يعلو أكثر وهو يلحق بريشة التي كانت تندفع للجناح كسهمٍ منطلق، لا يوقفه شيء
حتى غضب زوجها لم يجعلها تتراجع عن موقفها وحدتها الظاهرة على وجهها... ولكن حينما أغلق باب الغرفة بعنف، ولحق بها ممسكًا رسغها بقوة، يحركها ويصيح بوجهها...
-(مش بقولك اقفي كلميني)نزعت يدها منه بعنف وخرج صياحها الغاضب في وجهه دون تردد، وضاقت ذراعًا بما يفعله.. ما عادت تستوعب أفعاله الغير متعقلة التي تدفعها الحرج والجنون دومًا
فخرجت كلماتها مقهورة ومحفوفة بغضبها الضاري...
-(أقف واسمع ايه، مش خلصت تهزيقك عليا... مبسوط فضحتني بين الناس يا شريف؟!)لأول مره منذ وقت طويل، يرى الدمع واضح في عينيها
كانت محمرة الوجه، غاضبة القسمات، حادة النظرات
وفي جوانب عيناها عتاب أليم ترشقه به.. فلم يجد في نفسه سوى التحدث بحدة وكبرياء دون أن بعترف بخطأه...
-(يا سلام.. أنا بردو الي عملت فضيحة..ولا انتي الي مبقتيش تعملي لنفسك وليا احترام.. كإنك سايبة وملكيش راجل يلمك)شهقت ريشة بعنف وهي تضع كفها على فمها مصدومة من كلماته القاسية، هل يتهمها أنها لا احترام في نفسها، هل يضع اللوم عليها ويصفها بأنها امرأة لا حاكم لها ولا خطوط حمراء ؟!
الصدمة البادية على وجهها والجرح الذي رُسم في عينيها، جعلاه يدرك أنه تخطى الحد المسموح به.. لقد بالغ في ردة فعله وجرحها رغم أنه يدري بأنها لا ذنب لها فيما حدث... كل ذنبها أنها تتصرف بذوق رفيع وهدوء يستفزه
وهو لا يستطيع استيعاب هدوئها اثناء تغزل أحد الرجال بها.. وتريده أن يكون هادئ الطباع كذلك، ويتصرف بانفتاح لا يستوعبه.. أيقف رجلًا مكتوف الأيدي وهو يسمع عبارات الغزل والتحسر من رجل أخر عليها
هل سيكون رجلًا حينها !؟؟؟
-(انت كل مره بتجرحني أنا وتحملني الذنب كله.. بتخرج غيظك فيا وأنا تعبت من كلامك الجارح، وتصرفاتك العنيفة.. أنا مبقتش قادرة استحمل غيرتك دي يا شريف.. شوفلك حل وإلا هتخسرني)
تمتمت بكلماتها بحزنٍ واضح في نبرتها المجروحة، وملامحها اللائمة، وقد فاض الكيل منه ومن أفعاله.
وقبل أن يستطيع الرد عليها، وجدها تغادر غرفتهما والقصر بأكمله.بعد مرور ساعتان أو أكثر..
كانت جالسة في شقة بعيدة تمامًا عن أملاك الصياد
تلك الشقة التي اشتركت في شرائها مع غزال ورغدة مي تكون ملاذ لهن حينما يغضبن من أزواجهن.. وكان هذا اقتراح رغدة التي صرحت في أحد المرات
-(يعتبر كلنا معندناش بيت أهل نروحله غضبانين لو زعلونا.. أنا اخويا اتجوز ومراته اخدته من الدنيا.. وخال غزال أخيرا ارتاح من همها هي ووفاء، وريشة ملهاش حد في الدنيا غيرنا... احنا نشتري الشقة دي تكون لينا، الدنيا تضيق بينا نقوم رايحين، بشرط ان محدش من اجوزتنا يعتبها)وافقت غزال مؤيدة حديث رغدة، وكذلك ريشة التي رأت كلماتها منطقية تمامًا.. واشتروا الشقة وجهزوها بأفضل ما لديهم.. وباتت هي مأوى لهن.. كما هي مأواها الآن
اخرجها من شرودها صوت طرقات خافتة ليست لحوحة
جعلتها تعقد جبينها منتبهة لنفسها وأفكارها التي سبحت بها وقادتها لنقطة التأنيب لذاتها أيضا
وقفت بتثاقل وسارت نحو الباب تفتحه بحذر وهي تردد...
-(في حاجه ياعم درويش!)
أنت تقرأ
(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️
عاطفيةرواية رد قلبي للكاتبة وسام أسامة وهي مؤلفة سلسلة قاسٍ ولكن أحبني ومشاعر قاسية وغيرها من الروايات الالكترونية الشيقة