الخامس والخمسون، السادس والخمسون

12.5K 335 27
                                    

رواية رد قلبي الجزء الثاني
الفصل الخامس والخمسون
.........................................................

كانت جالسة على الأريكة الرمادية تُمسك كوب شراب ساخن أعده لها وكأنها ضيفة يرحب بها بمشروب ويجلس أمامها بثبات يكتف يداه أمام صدره ينظر لها بهدوء مريب بعث الارتباك في نفسها!

جعدت جبينها بغرابة وهي تتأمل الدخان المتصاعد من كوبها وتفكر بغيظ.. كيف له أن يكون هادئ هكذا بل بارد بهذا القدر.. وكأنه ليس الرجل نفسه الذي بادلها قُبلتها منذ دقائق!
اطرقت رأسها تكتم زفرة حادة وهي تتذكر رنين هاتفها الذي قاطعهم وقطع سحر تلك اللحظة، اتصال واحد لعين جعلهم يبتعدان عن بعضهما بإدراك.. بل ابتعد عنها بإدراك واستيعاب أما هي فكانت مشتتة
تطالعه بغباء ونظرة وقحة متسائلة لمَ ابتعد!

عضت على ثغرها وشعور الاحراج يبتلعها، كيف يفكر بها في هذه اللحظة.. بالطبع يراها فتاة غير متزنة عقليًا.. تطالبه بالانفصال وفي اللقاء الثاني تلقي نفسها بين ذراعاه بشراهة وقحة
انتفضت على صوته وهو يقول بصبرٍ نافذ...
-رشـد

انتفاضها جعل الكوب يهتز بين كفاها وتسقط القطرات الساخنة على جلدها يحرقها بشكلٍ طفيف.. ولكن مجرد لحظات قليلة عقدت بعض الحسابات السريعة في رأسها التي انتهت بخروج صوتها متألمًا وهي تتأوه من سخونة المشروب..

وصدقت حساباتها وهي تراه ينظر لها بقلق لثوان ويقف سريعًا ويختفي داخل المنزل للحظات قليلة ثم عاد لها بصحن يحوي مكعبات ثلج وبعض المناديل الورقية، كتمت ابتسامة عابثة وهي تراه يجلس جوارها ويسحب كفها بصمت

يجففه من قطرات المشروب ثم يضع مكعب الثلج على جلدها ويمرره بلطف.. ولازال صامتًا!
عيناه مثبتة على كفها الذي لاح عليه الاحمرار البسيط من سخونة المشروب لا أكثر.. أما هي فكانت تنظر لرأسه بعيون لامعة شوقًا
وتلك العينان كانت تجول على جبينه العريض، وحاجباه المعقودان وكأنه يفكر في مسألة حسابية صعبة.. لابد انه يتسائل عن سبب وجودها وهجومها عليه بهذا الشكل

ثم هبطت عيناها على أنفه ووجنتاه، من حسن حظها أن زوجها من عائلة ذات حُسن وجمال،رغم أنها لم تكن تنجذب للرجال الوسيمون سابقًا
بل لم تكن تُفضل أن تتزوج رجلا جميلاً..كانت تكره فكرة أن تتزوج رجل يفوقها حُسنًا ولذالك لأن ملامحها تميل للعادية أو الجمال المتوسط الدارج بين الفتيات
وربما زواجها منه في البداية كان يسبب لها عقدة نفسية فزوجها رجل وسيم وثري وذو شأن ومن عائلة كبيرة.. المقارنة بينهم مستحيلة
وزاد اختناقها أكثر حينما رأت شقيقاته ووالدته ووالده.. شقيقتاه جميلتان لدرجة أنهن لا يحتجن لأدوات الزينة ابدًا وكن يذكرنها بجمال غزال الذي كان يجعلها تتسائل وهي طفلة لمَ ليست جميلة مثلها.. بخلافها أنها تظهر جميلة بمساعدة مساحيق التجميل.. أما بطبيعتها تبدو جيدة لا بأس بها

(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن