الفصل الخامس،والسادس وعشرون

9.1K 281 21
                                    

الفصل الخامس والعشرون  "الجزء الأول"
.........................................
دلفت جودي غرفة شقيقتها بعدما عادت من الشركة
فلم تتمهل ولو دقائق بل اتجهت فورًا كي تعرف ماخطب سيدرا، ماخطب غيابها وحزنها
وماعلاقة ذاك الرجل العابس بها، وماالشيء الذي انتهى بينهم!
وقعت نظراتها على سيدرا وهي حالسة فوق فراشها تجمع أوراقًا كثيرة داخل مُغلف، ووجهها العابس يحكي عن حالتها في تلك اللحظة
سارت جودي نحوها وجلس امامها تنظر لها وللأوراق بصمت، ولكن سيدرا تجاهلتها تمامًا وتابعت ترتيب الأوراق إلى أن قالت بهدوء...
-في ايه

طالت نظرات جودي لها وقالت بخفوت رقيقٍ صادق..
-انتِ الي في ايه ياسيدرا، بقيتِ لوحدك على طول
مش بتاكلي معانا ولا بتروحي الشغل، وكمان علاقتك بـ بابا بقت غريبة جدا، وشِبه عايشة لوحدك
لو في حاجه مزعلاكِ شاركيني احنا ملناش إلا بعض
مهما كان الي مخليكِ كدا نقدر نحله سوا
المهم تفتحي ليا قلبك وتقوليلي ايه مخبياه مخلي حالتك كدا

توقفت أنامل سيدرا عن ترتيب الأوراق واستكانت بعدما سمعت كلماتها الرقيقة التي تجعلها تود لو تلقي نفسها بين ذراعي شقيقتها وتشكو لها هول شعورها
هول صدمتها وتخبطها، حيرة قلبها وأوامر عقلها
تود لو تشاركها ولو جزءًا صغيرٍ من يأسها
ولكنها أبت، وعاندت قلبها كعادتها دائمًا وأجابت نافية بهدوء وهي تتابع عملها...
-مفيش اتخنقت شويه من الشغل ومن حقي أكون لوحدي، وكمان أنا مبخبيش حاجه ياجودي
وانتِ عارفة كدا

جائت إجابة جودي متشككة وهي تقول بخفوت..
-لا بتخبي ياسيدرا، تقدري تقوليلي دلوقتي ايه موضوع موسى لو فعلا مبتخبيش حاجه!
مع ذكر إسم الغائب شحب وجهها وتوقفت أناملها من جديد ولكن هذه المرة رفعت وجهها لجودي فورًا ورددت خلفها...
-موسى!
ردة فعلها أنبأتها أن لذاك الرجل قصة لا تعرفها
وصدمة سيدرا الواضحة جعلتها تتنهد بحنق وتقول عاتبة...
-ايوه موسى ياسيدرا، كلمني في الأسانسير انهاردة وقالي اخليكِ تردي عليه، ووصاني كتير اكون جنبك الفترة دي كإنه عارف حالتك وعارف انتِ بتمري بإيه
وانا الي اختك معرفش أي حاجه، وتقوليلي انك مبتخبيش!
أشاحت شقيقتها وجهها عنها تحاول مداراة نظراتها عنها، ووجهها الآن يحكي شعورها وقد غاص قلبها داخل صدرها من كلمات جودي، اتخبرها أنها تحب ذاك الرجل الذي اوصاها عليها، اتخبرها أن من بين كل رجال العالم وقع قلبها لموسى، لرجلٍ سبقت له زيجة وأطفال، رجل ارسله القدر مليئ الوفاض
وهي بكل غباء وقعت لأخمص قدماها فيه

لا حيلة لها إلا الهروب منه ومن ذاك الحب
الهروب من خلافات بينها وبين عائلتها
والهروب من مسؤولية قد تكون كبيرة عليها ايضًا!
شعرت بيد جودي وهي تحاوط كفاها وتستجديها بقلق واضح في عيناها وهي ترى دموعها التي هبطت تباعًا على وجنتاها...
-سيدرا ليه الدموع دي، فهميني في ايه وهنلاقي حل
بصي صدقيني كل حاجه هتبقى تمام، الراجل دا لو بيضايقك وعشان كدا سايبة الشركة!

(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن