الفصل الثالث، والرابع وعشرون

11.6K 309 35
                                    

الفصل الثالث والعشرون الجزء الأول
......................................
عودة لوقتٍ سابق

لملمت جودي أوراقها وحملت جهازها المحمول لتخرج من قاعة الاجتماعات سريعًا وعقلها مشغول بشقيقتها سيدرا، لم تقتنع بعذرها الغريب الذي قالته لهم عقب تركها الشركة وعملها من المنزل
هي تعلم أن سيدرا تعشق العمل، والشركة بالنسبة لها هي منزلها الثاني.. وايضًا والدهم يتحاشى سيدرا ولم يعُد يحادثها عن العمل اثناء تجمعهم
حتى سيدرا تتخلف عن بعض مواعيد الطعام وكأنها تهرب من شيءٍ ما!
تنهدت وهي تضع بطاقة مرورها على الجهاز كي تخرج إلى بوابة الشركة الهندسية التابعة لها
ليوقفها صوت أحد زملائها، أو بالأدق زميلها المنقول حديثًا من أحد الفروع الخارجية، التفتت له تنتظر ماسيقوله بعبوس، وقف أمامها المُهندس سَليم مبتسمًا وقال..
-عطلتك عن حاجه

حركت رأسها نافية وهي تضبط حقيبتها على كتفها وقالت بهدوء..
-لا ياباشمهندس خير في حاجه!
طال تأمله بها وطال صمته حتى عقدت حاجبيها بغرابة وتنحنحت بحرج وهي تنظر حولها وهي ترى نظرات زملائهم في الشركة ينظرون لهم خِلسة
خاصة وأنهما أكثر اثنين لهم شهرة في الشركة وكلاهما متميزان في الثراء والرُقي، فــ تلك النظرات الفضولية ستتحول لشائعات ثرثارة في غضون ساعات لا غير، ظل عقل جودي يعمل سريعًا وقد بدأت ترتبك من النظرات حولها2

أما سَليم كان يتابع ارتباكها ذاك بنظرات هادئة
وابتسامة صغيرة ظهرت على طرف شفتاه.. ولكن اختفت ابتسامته تلك حينما تحدثت بحدة
-استاذ سَلييم، هتفضل كدا كتير!1
تنحنح وأجلى صوته ليقول سريعًا..
-كنت هقولك لو مفيش وراكِ حاجه ممكن نروح نشرب قهوة سوا، او نتغدى اظن ان دا وقت غداء1

قاطعه صوت غليظ جاء من خلفها وجعلها تنتفض بدهشة وتطالع جانب وجهه بلا استيعاب وهو يقول...
-لا معلش الانسة عندها ميعاد دلوقتي1

نقل سَليم عيناه بينها وبين ذاك الرجل بملامحه العابسة ولا تُبشر بأي خير، ورغم ذالك لم يتزحزح ونظر لجودي من جديد وأعاد سؤاله عليها..
-فاضية!
تجعد جبين هشام أكثر واقترب خطوة منه وقال بنبرته الهادئة التي تحمل تهديد صريح لم يخفى على سَليم أو جودي وشراراته العدائية ظاهرة للعيان..
-قولي انك مسمعتنيش1

تحدث سَليم بلباقة وثبات يفتقر اليهم الأخر..
-لأ انا سمعتك، بس مسألتكش انت عشان تجاوب بالنيابة عنها، ولا أعرف انت مين أصلا عشان ادي اهتمام لكلامك1

اختفت سخرية هشام وناب عنها جنونه والتي رأته جودي فورًا لتدخل سريعًا تحاول فض ذاك النقاش الذي سينتهي بشجار كبير وفضيحه هي في غنى عنها لتقول بلطف وهي تنظر لسليم
-أنا فعلا مش فاضية ياباشمهندس ورايا شغل مستعجل، تتعوض مرة تانية1

حرك سَليم رأسه بإيجاب وهو يتسم لها برقة ولطف ثم غادر بعدما ألقى عليها التحية وقد تجاهل النظر لهشام الذي عقد ذراعيه ووقف ينظر لجودي وله بسخرية سوداء، لتلتفت له جودي وتقول بحدة..
-خير1

(رُد قلبي )"الجزأن معًا" مكتملة✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن