part 11 season 2 | جريمة |

375 52 106
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" التقينا في أزقة مدينة، لا يعرف أهلها العشق، قلوبهم تائهة لم تجد مسكنًا، فأين المسكن إن لم يكن في حبيب؟ ولكن قلبي كان متمردا، ولم يضل الطريق و لم يتوه، سكن بقربكِ فاهتدى، و عشق بقربك الوجود "
_أروى مدحت علي

________________

هذا الفصل كُتب خصيصًا لـ جنى مروان ♥️ أتمنى أن ينال الفصل إعجابك

_________________

وجه متجهم تظهر عليه إمارات الضيق جلية، ذراعان متشابكان بقوة و كأنهما أقسما ألا يأتي يوم الفراق، و قلي يدق سريعًا بين الضلوع، وصف دقيق لحالة التشنج التي أصابت "رحيق" على حين غرة، قطبت جبينها مجددًا للمرة العاشرة بعد الألف قبل أن تُفصِح :
_ يعني اي مش عاوزني انا اللي اعمل الانترڤيو للدكاترة اللي هيشتغلوا معاك؟ انت ناوي تختار منهم حد بعينه ولا اي؟

حاول "داوود" ألا تنفلت أعصابه قدر الإمكان، صمت لثانيتين ثم وضَّح :
_ يا رحيق.. يا حبيبتي، أقول للدكاترة أي؟ عيب، هم هيشتغلوا معايا انا مش معاكِ انتِ، فبالتالي مينفعش اخدك تعمليلهم الانترڤيو أنتِ عشان ببساطة مفيش سبب وجيه اقدر أقوله لهم!

هزت قدميها بعنف على أرضية الغرفة؛ إذ لم تقتنع بحرفٍ مما نطق، نظرت له بمقلتين تَشِيان بأنهما لا تصدقان، تمت بضيق شعرت به داخل ضلوعها :
_ انت متعصب عليا ليه؟ يعني غلطان و كمان بجح!

حولق "داوود" داخل نفسه بينما نظر لها بوجه مكفهر، تلك لم تكن زوجته، هناك من تلاعب بعقلها بكل تأكيد، أراد بشدة أن ينهي هذا الحوار الذي ما من فائدة من إطالته فنطق :
_ انا مش متعصب، بس مينفعش يا رحيق مع كل خطوة أخطيها تحسسيني أنك مخوناني، ليه الشك يدخل بيننا أصلا؟ أنتِ مكنتيش كدا!

أخذت تتحرك يمينًا و يسارًا بينما ترمقه بعيون تخرج النيران منهما :
_ انت اللي مبقيتش زي الأول، فيه واحدة دخلت حياتك أكيد!

رفع إحدى حاجبيه باستنكار واضح من حديثها، نبس نافيًا :
_ زي الأول مين حضرتك؟ احنا لسة في الأول أصلا! أنتِ من أولها كدا و طول الوقت جو الشك، وانا ساكت، مع أنه لو العكس كنتِ هتخربي الدنيا يا رحيق

نهضت من موضعها بعد كلماته ثم التقت مقلتيهما للحظات، و تشاجرت أعينهما في عراكٍ هُزمت فيه عينا "رحيق"؛ إذ بدأت تُكوّن غلافًا رقيقًا حولهما، ثم بدأت تبكي!

_________________________________________

لف الليل السماء بوشاحه المظلم، و أسدل آخر خيوطه السوداء في المكان ليعم الظلام الدامس، نظر "رائف" نحو ساعته بضيق ينتظر انقضاء الوقت؛ إذ وعده ذاك الحقير المدعو "نادر" أن المقابلة ستكون بعد صلاة المغرب، و ها قد انقضت صلاة العشاء و لم يأتِ بعد، نهض "رائف" ليرحل لكنه فوجئ بصوت أحدهم خلفه :
_ معلش اتأخرت عليك، بس كان ورايا حاجة معطلاني

قل مات عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن