الفصل الرابع
" بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير، بالرفاه والبنين "
هذه الجملة ختم بها الشيخ كتب كتاب عشق ورعد، بعد مواصلة نصف ساعة من الدعاء لهما، تقف خلف الباب بفستانها وداخلها يخفق كلما دعى الشيخ لها وللشخص المجهولتعالت زغاريد النساء حولها كذلك أمها التي تضمها بقوة وتقبل جانب جبهتها بحنية، وقف رعد بعدما مضى يسلم على الرجال وبجانبه ياسين يضحك باستفزاز فلقد وقع الرعد في مصيدة الزواج
رعد لنفسه : يا رب حتى لو مكنتش أعرفها ولا عمري شوفتها بس بقت على اسمي، بقت مسئولة مني، يا رب قدرني ارعاها ومظلمهاش لحظة وأكون ليها خير الزوج وتكون ليا الزوجة الصالحة، يا رب لو أحنا خير لبعض ابقينا ولو شر لبعض ابعدنا بالمعروف
تنهد وهو يكمل بينه وبين نفسه بتكرار وقلق : يا رب قدرني ومكنش الوحش
مر الوقت عليه دون شعور، من التوتر لم ينظر لصورة العروسة حتى حسناً يكفي انه يعرف اسمها، " الزواج " حقاً من يدرك حجم الكلمة لا يتزوج أبداً
جلست عشق في الغرفة وقد تحكم فيها توترها، في البداية أخذت الموضوع كمزحة سخيفة وسوف تنتهي لكنها الآن على ذمة رجل حقاً
" زوجها ! " ما هذه الكلمة الكبير على شخصية عشق التي ظنت أنها ستبقى عمر كامل بجانب والدها دون زواج، فرت الدموع من عيناها وأتت لها جميع تخيلاتها عن الصعيد وما يفعلوه بالفتيات، دقائق وسوف يأتي وربما يكون ممتلىء بكلمات أهله عن وقاحتها
اتجهت للخزانة تفتحها ثم أخرجت أحد الروايات الصعيدية وجلست تقرأ فيها، ارتجفت أوصالها وهي تجد قسوة وصف الكاتب عن عادتهم، لطمت خدها بخفة وهي تندب حظها سرعان ما رمت الكتاب ودخلت في نوبة بكاء قوية
استمعت لصوت الباب ينفتح فضمت أرجلها لصدرها وهي تبكي بصوت أعلى ثم قالت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
دخل رعد ينظر لأرجاء الغرفة المظلمة باستغراب ففتح النور، عقد حاجبيه باستغراب ممزوج بقلق وهو يجدها تبكي هكذا
رعد : أنتِ كويسه ؟
تلك البحة التي في صوته جعلتها تبدأ في الهدوء فاردف : بتعيطي ليه ؟
لم تجب وعادت تبكي ليقترب منها بضع خطوات حتى استقر أمامها، بدأت بالسعال وتعالت أنفاسها السريعة والسطحية وهي ترفع وجهها له لتصدر صوت مع كل شهيق تأخذ وزفير تخرجه
رعد بصدمة : أنتِ !
وضعت يدها على عنقها وهي تسعل بشدة فاتجه سريعاً للأدراج يبحث عن بخاخ ثم قال : في هنا ولا لا ؟
عشق بأنفاس سريعة : في
أخرج بخاخ واتجه لها يحاوط كتفها وهو يجلس بجانبها ثم وضع البخاخ في فمها، بدأت تهدأ تدريجي وهو يربط على جانب ذراعها
أنت تقرأ
عشق الرعد
General Fictionفتاة في مقتبل عمرها ذو صفات كثيرة سيئة، أولها الأنانية والغرور، تعيش بحرية أعطاها إياها والدها، وثقة جعلتها تفعل خطأ من خلفه، حين أدرك خطئها وأنه تكرر؛ بسبب حبه وثقته التي أغدقها بها قرر زواجها من شخص، بينما يعيش بطلنا حياة هادئة لا يوجد احد فيها س...