عشق الرعد الجزء الرابع

15.9K 1.5K 262
                                    

الفصل العشرون

في مستشفى الشافعي
وضعت سيلا يدها على فمها تستعيد أنفاسها التي غابت للحظات وهي تتابع يعقوب ابنها، جلست مكانها تستوعب ما حدث بداية من كلام يوسف ثم ردود أفعالها وفي النهاية حديثه، لقد تفننت في جرح قلبها قبل أن تجرحه، يوسف صاحب الضحكة التي تُذيب القلب يعيش سنوات من المعاناة في وجودها ووجود يعقوب

يحاول أن يكون الأب المثالي لأولاده لكن لا يوجد احترام للمحاولة، هل تريد أن يصبح الأب المُتجاهل لكل شيء؟ هل تريد ان يكون الأب الأناني؟ شعرت بالشفقة عليه والحزن من نفسها

خرجت تبحث عنه بعيناها، وجدت عشق في طريقها فاردفت : مشوفتيش يوسف

نفت فأكملت : زمانه مع رعد صح؟

عادت تنفي وهي تقول : لا رعد مع ابنه رعد بيتكلم معاه، أنا مفكراه معاكي وبعدين مالك متوترة ليه؟

ردت سيلا بدموع تتجمع : مفيش بس تقريبًا أنا جرحت يوسف اوي، واحدة متخلفة مش بفهم حاجة والله، يا رب ميكونش زعل اوي

ردت عشق بحزن : ما أنتِ عارفة يوسف بياخد كل حاجة على اعصابه، مكنش لازم تقوليله حاجة يا سيلا وبعدين ما من اول ما الحادثة حصلت وأنتِ متجنبة الكلام معاه بسبب كده

أكدت برأسها قائلة : أيوه، بس اعمل ايه! أنا مش عارفة إزاي طلع مني كل الكلام ده

ردت بتنهيد : حصل خير بقى، شوفيه جايز عن آيسل

اتجهت سريعًا حيث غرفة آيسل، طرقت على الباب لكنه مُغلق ولا أحد يجيب، اتجهت تبحث عنه ثم لمحت جاسمين قادمة فاردفت : مشوفتيش يوسف؟

ردت بجمود : لا

اكتفت بهز رأسها وهي تسير تبحث عنه في كل مكان، رفع يوسف وجهه إلى ابنته التي مسحت دموعه قائلة : جاسمين جايه مع يزن، روق كده محدش يعرف إنك مش بتعيط غير معايا

ابتسم بخفة وهو يُقبل باطن كفها، مسح دموعها وهو يقول : طب بتعيطي معايا ليه؟ اللي في بطنك بتدعي عليا الوقتي

ردت بإبتسامة : متقدرش، صدقني هتحبك اكتر منا بحبك يا بابا، في حد مش محتاج يتكلم لأن حنيته بتبان في عنيه يا بابا وأنت الحد ده

قَبل جبينها سرعان ما رن هاتفها، دخلت جاسمين مع يزن الذي ربط على كتف يوسف قائلاً : مالك يا بابا؟

نفى بخفة فأردفت آيسل : امك زعلته، هي مفكرة نفسها ايه؟ طلقها يا بابا واجوزك ست ستها

تساءلت جاسمين بانتباه : عشان ايه؟ يعقوب ولا انا فهمت غلط!

نظر باتجاهها ولم يجب على السؤال هذا، اردف متجاهلاً : أنا عايز امشي من هنا وعايزكم تقدروا موقفي، أنا مش جاهز لأي حاجة من كل الضغوطات دي ومش عايز اشوفهم

عشق الرعد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن