الفصل التاسع
في مستشفى الشافعي
الوضع أسوأ ما يكون بين الجميع، رعد الصغير يسير كالمجنون يبحث عنها ومن يراه لا يُصدق أنه نفسه الرعد الذي قد أخبرها أنه يريد ابنه فقط، الآن ابنه أمام عيناه في حضن آيسل ولا يجدهاسار ينادي عليها كالمجنون : عشق، يا عشق، مشوفتيش عشق مراتي يا مس كانت هنا
ردت الفتاة باستغراب : لا والله يا دكتور مشوفتهاش
عاد باتجاه آيسل واردف وهو لا ينظر لابنه : آيسل هي عشق فين؟ كانت معايا من ساعة واحنا واقفين مع بابا، ردي يا آيسل
رفعت عيناها الباكية واردفت : عشق مشت وسابت ابنك، مش كنت عايزه يا رعد؟ مش كنت عمال بتضغط صاحبتي بيه
تساءل بقلق : هي قالتلك ايه؟
لم تجب بل مدت هاتفها، فقد ذهبت عشق قبل أن تقول الكثير والكثير لها، كلمات لم تفر دمعة وهي تكتبها لكن كانت كافية أن تمزق قلبه وقلبها :
" آيسل يا نور عيني
جايز مشيت قبل ما اقول حاجات كتيرة بس مكنتش قادرة اعمل حاجة غير إني اوصيكي على ابني معاذ، معاذ هو الحاجة الوحيدة اللي اتمنيتها وربنا بعتها ليا على طول، أيوه جوازي من رعد لما اتمنيته مجاش، ولما اتمنيت السعادة محصلتش بس مكنتش زعلانة عارفة ليه؟ عشان أنا حبي ليه كان فوق كل حاجة
رعد مش بس جوزي، رعد عمري والنفس اللي بتنفسه، فاكرة يا آيسل لما كنت بقعد أجمع صور العيلة عشان صوره والصورة اللي مش فيها احذفها، فاكرة لما جيت عيطت وقولتلك مش هقدر اكمل مع يعقوب لأني بحب رعد وبس، فاكرة لما كان بيطنشني واعيط، ولما اعترف ليا بمشاعره انا فرحت إزاي
لو مش فاكرة انا فاكرة
مُعاذ يا آيسل هيسامحني لما تعوضيه عن كل الحاجة، يا آيسل الطفل مسئولية كبيرة اوي، مش كل الناس ينفع تخلف، لا نور كانت تنفع تبقى أم ولا أنا بقيت أنفع ابقى أم
آيسل أنا اتأذيت، أنا خلاص بقيت تعبانة رسمي، أنا ادمرت ومش هقدر اطلع طفل يستاهل يعيش، مش هقدر اخلي ابني خليفة أعمامه وأبوه بأي شكل، أنا هطلع عقدي على ابني عشان كده سيبته ليكي
سيبته وأنا واثقه انك هتربيه احسن تربية، الأم ممكن تتعوض بس التأسيس الصح عمره ما يتعوض يا آيسل، الست اللي بتتبنى طفل بتبقى حنينة عليه وسهل تنسيه أمه الحقيقية وتاخد مكانها، بس الشخص الفاسد صعب يرجع للطريق الصح
بحبك يا رفيقة دربي "صرخ رعد بجنون وهو يلقي الهاتف : مراتي فين يا آيسل؟
أتى فهد على صوته كذلك يعقوب ويزن، تحدث فهد : في ايه يا رعد؟
تحدث رعد بانفعال : آيسل لو عارفة حاجة قولي، بلاش تفكري فيا انا وحش ومتعاشرش، فكري في معاذ، الطفل ذنبه ايه؟ آيسل
هدرت به ببكاء : معرفش، والله ما اعرف، هي قالت إنها هتبعد وبس
تحدث بجنون وهو ينظر حوله : أكيد هتسافر، انا هروح المطار اشوفها
أنت تقرأ
عشق الرعد
General Fictionفتاة في مقتبل عمرها ذو صفات كثيرة سيئة، أولها الأنانية والغرور، تعيش بحرية أعطاها إياها والدها، وثقة جعلتها تفعل خطأ من خلفه، حين أدرك خطئها وأنه تكرر؛ بسبب حبه وثقته التي أغدقها بها قرر زواجها من شخص، بينما يعيش بطلنا حياة هادئة لا يوجد احد فيها س...