الفصل التاسع عشر
فعلت ما يريد ولم تنظر له قط، سارت كالتائهه دموعها تعبر عما بداخلها من ألم واضطراب، يشبه الأمواج في غدره، أحيانًا تكون وديعة تعطيك الأمان والاسترخاء، وفي اللحظة التالية تغدر بك وربما تزهق حياتك، فتحت غرفة آيسل لم تجدها
همست ببكاء وهي تشعر أنها تائهة : أنتِ فين يا آيسل؟ اروح فين الوقتي؟
سارت مبتعدة مرة آخرى سرعان ما طرقت برعد الكبير الذي مسك كتفيها قائلاً : براحه! في ايه مالك؟ وراحه فين الوقتي؟
ردت ببكاء : أنت مش قولت اعملي لنفسك كرامة؟ وأنا معملتش لنفسي اي كرامة، انا سامحت وعديت تاني لحد ما غدر بيا وطلقني يا بابا، يا ريتني ما رجعت ليه تاني، ابنك غدر بيا يا بابا
قالتها بانهيار وهي تندفع لحضنه، إلا قهر القلوب، تحدث بحزن دفين : متزعليش نفسك، ميستاهلش دمعة واحدة من عينك، هو اللي خسيس إنما بنتي مفيش اغلى منها
صرخت بانهيار : بيعمل فيا كده ليه يا بابا؟ بيقولي خدي معاذ على أساس كده حنين، هو غدار وعمري ما هسامحه المره دي، عمري
أتت عشق الكبيرة التي دفعت يده عنها بغيظ واردفت : مالك يا عشق؟ واقفة في حضن جوزي ليه؟
ردت الصغيرة بحدة : هي دي وقت غيرتك، ابنك طلقني يا عشق
لوت فمها وكأن الأمر ليس غريب، اردفت بعفوية : المُتوقع من رعد عادي، بس تعالي في حضني يا غلبانة تعالي
انضمت لحضن عشق تبكي بينما ذهب الكبير إلى مكتب ابنه الذي كان يجلس ووجهه بين يديه، دفع الباب بحدة ثم اغلقه بقوة انتفض عليها الصغير واتسعت عيناه، أردف بانفعال : أنت ايه يا ابني؟ دماغك دي فيها ايه؟ أنت كنت فين وانا بربي اخواتك؟ كنت فين وانا شقيان عليهم كلهم، أنت مني إزاي يا رعد؟ إزاي التفكير المريض دا يوصل للمرحلة دي قدامي وأنا ساكت
رد الصغير بتوتر : مش عارف، تقريبًا كنت مخفي أو يعني كنت مشغول، مش عارف بس انا خايف اوي، أنت بتزعقلي ليه؟
صرخ به بحدة : أنت بتخاف! هو اللي يعمل عمايلك دي يبقى بيخاف يا رعد! أنت عامل كده عشان دماغك المريض مصور ليك انك خلاص ميت، هي الأعمار بإيد مين يا رعد؟
رد بخفوت : ربنا
هدر به بغضب : علي صوتك، بإيد مين؟
رد بخوف : الله سبحانه وتعالى يا بابا
جذبه من كتفه بانفعال : يبقى تعمل في بنت الناس كده ليه؟ قولي عملت ايه في حياتك يخليك تقهر قلب بنت مرة واتنين وعشرة من غير خوف، أنت بتخاف ربنا يا رعد؟ أنت من أمة محمد يا رعد؟
انزل عيناه بحزن فأكمل الكبير : اخس على كل دقيقة تعبتها فيك يا ابني، أنا مش زعلان منك على قد منا زعلان من نفسي عشان فشلت في تربيتك، أنا عمري ما كنت اتصور ارفع ايدي على حد فيكم غضب وحصلت بسببك، عمري ما كنت اتصور ابقى مكسوف بسبب واحد فيكم وكسفتني يا رعد، كتر خيرك يا ابني
أنت تقرأ
عشق الرعد
General Fictionفتاة في مقتبل عمرها ذو صفات كثيرة سيئة، أولها الأنانية والغرور، تعيش بحرية أعطاها إياها والدها، وثقة جعلتها تفعل خطأ من خلفه، حين أدرك خطئها وأنه تكرر؛ بسبب حبه وثقته التي أغدقها بها قرر زواجها من شخص، بينما يعيش بطلنا حياة هادئة لا يوجد احد فيها س...