عشق الرعد الجزء الثالث

14.1K 1.2K 234
                                    

الفصل الثامن وعشرون

في قصر الشافعي
وقف أسد في وسط جناحه يتأمل كل إنش فيه، جلس على الأرض بجانب السرير يسند رأسه على طرفه ويرى نفسه يسير معها في الجناح، يجري خلفها، يحملها ويدور بها، يضع لها بعض المستحضرات كالروج، يأكل معها ذات الطعام

الكثير من أسد وتسنيم في نفس المكان، دخلت عشق الكبيرة وجدته يضحك بخفة، جلست بجانبه قائلة : فكرتك نسيت

رد أسد بهدوء : اة اتناسيت يا ماما وبقيت كويس، أنا جاي بودع مكاني أنا وتسنيم لآخر مرة بقى، هقفل الجناح النهاردة خلاص

وضع رأسه على كتفها قائلاً : لينا في الحياة دي جزء حلو وأنا عيشته، خلاص تسنيم .. يعز عليا اقول ماتت بس هي ماتت يا ماما

مسح دموعه سريعًا ثم قال : فاكرة لما كنا في إعدادي وكلنا اتعاهدنا إننا عمرنا ما نعيط، أنا وأخواتي بس مقدرتش عشان دي .. دي تسنيم .. فاكرة أنا فضلت كم سنة احكي ليكي عنها يا ماما وكم يوم فضلت صاحي من الفرحة إن هخطبها وكم مرة خبطت على جناحك واقولك بكره فرحي أنا وتسنيم

صمت قليلاً يحرك رأسه بعدم تقبل لفراقها : فاكرة لما عرفت إنها مش بتخلف وجيت قولتلك إني مبسوط عشان مش هيشاركني فيها طفل، فاكرة لما في مرة قولتلك إني بشوف فيها حنيتك عليا

مسحت وجهه تضم رأسه لحضنها، ظل نصف ساعة صامت ثم وقف أخيرًا واردف : تسنيم كانت عوض أيام أنا بعيشها الوقتي، حد أنا يوم القيامة هطلبه من ربنا بكل نفس راضية بيها بعيد عن الحور، سبب يخليني اعيش بما يرضي الله عشان متعاقبش فيه، هي راحت والحمد لله إن ربنا رزقني إياها في فترة .. أنا هكمل يا ماما وهعيش لابني ومراتي وهقفل الصفحة دي وهتناسى بس تسنيم عمرها ما تتنسى، قومي يلا

جذب يدها ووقف معها يتجه للخارج، نظر نظرة أخيرة للجناح ومع إغلاق الباب اغلق على آخر دمعة في صفحتها، أغلق على آخر صرخة خارجة، القادم صرخات مكبوتة ودمعات مُقيدة، القادم ألم ربما يؤدي لجلطة لكنه لن يخرج من الفم

تسنيم واة من تسنيم ..

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

في منزل فهد
مسكت آيسل كتفها اليسار تستوعب جملته التي جعلتها تشعر أنها في كابوس مؤلم، ودت لو تستيقظ لكن في البداية وفي النهاية ما هذا إلا واقع قاسٍ عليها، ألم فاق ألم الماضي كله وقد تسبب في ألم جسدي كبير

تحدثت بتعب : أنا سمعت صح؟ أنت عايز تتجوز عليا

ألم غريب غزى قلبه جعله يضع يده على وجنتها، قربها لحضنه قائلاً : مش ذي ما فهمتي يا آيسل، أنا معظم وقتي بقى جنب ابن رياض الوقتي وأنا مستحرم كل شوية داخل خارج بيتهم وبتكلم معاه

دفعته صارخة بجنون : تقوم تتجوزها عليا يا فهد، عايز تتجوز عليا وجاي بكل بجاحة تقولي

مسك يدها قائلاً : يا آيسل لازم اقولك ولازم تعرفي إن أنا حقك أنتِ وبس، دا مجرد جواز صوري

عشق الرعد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن