الفصل الخامس
في قصر الشافعي
جلست عشق تتأمل صور أولادها واحد يلو الآخر من طفولتهم حتى شبابهم، كم الزمن يتسم بالغدر فالبارحة كانوا نطفة والآن رجالاً، آدم الحنون، أسد العصبي، فهد البارد، رعد الصاخب، ريان الهادئهؤلاء أولادها فلذة كبدها، هؤلاء ثمرة تعب أيام وليالٍ وسهر متواصل، دخلت تسنيم الغرفة وجلست بجانبها دون حديث، اغلقت عشق الهاتف وتابعتها بحزن دفين
نظرت تسنيم لها وابتسمت بخفة : تعرفي أنا حبيتك يا ماما حب لا قدرت أحبه لماما حنان ولا ماما جميلة
ضاعفت صعوبة الأمر على قلب عشق التي ابتلعت غصة تشكلت في حلقها، أكملت تسنيم : أنا حسيت إني بشوفك بعين بابا وأسد وبس، بشوف حنيتك وحبك وطيبته وقد ايه أنتِ غلبانة، بشوف فيكي كسرة محدش عارف يشوفها
تحدثت عشق بحزن : تسنيم أنا ..
وضعت أناملها على فم عشق ومسكت يدها بيد تُقبل باطن كفها، فرت دموع تسنيم قبل أن تقول : ازعل منك إزاي؟ أنتِ أمي وكل حياتي، أنتِ اللي أنا شوفت معاها حنية مشوفتهاش مع أهلي، أنتِ ضهري في البيت هنا وملجئي، مفكرة إني لما اعرف إنك خليتي أسد يتجوز نور هاجي أرمي عليكي اي لوم، طب اعملها إزاي وانا بشوفك حتة مني، انا بشوفني في عينك يا ماما
كادت عشق تتحدث لكن الكلمات لم تخرج، فرت دمعة منها سرعان ما مسحتها تسنيم وهي تضمها لها قائلة : متفكريش في الموضوع يا ماما أنا والله ما زعلانة منك ولا اي حاجة، أسد ابنك واكيد كنتِ خايفة عليه وانا بنتك، صح أنا بنتك؟
أكدت عشق برأسها وهي تضمها وتربط على ظهرها، ابتعدت عنها ووقفت كانت تقع لكن تسنيم سندتها، أشارت لها وصعدت لأعلى وكل ما في بالها الخروج من القصر
بدلت ملابسها ونزلت تخبر الحارس بإحضار سيارة، اتجهت لمنزل يوسف دون إخبار أحد أما تسنيم ظلت مكانها تضم أرجلها لصدرها وتهز جسدها
دخلت نور قائلة : يا حرام عرفتي قيمتك بقى ولا لسه؟ كده تزعلي ماما منك كمان؟ اخس دا عشق هنا الكل في الكل
ردت تسنيم بكلمات مقتضبة : ارحميني بقى
دخل أسد الغرفة ولم يعجبه رؤية الاثنين، أردف بقلق : تسنيم أنتِ كويسة؟
ردت نور ببرود : طبيعي تبقى كويسة بعد ما عرفت سبب جوازنا وإنها خالتي عشق، واعتقد بقت عشرة على عشرة بعد ما واجهتها صح يا نيمو؟
رد أسد باضطراب : وماما فين؟ تسنيم قولتي ايه لماما؟ اكيد مزعلتيهاش صح؟
نور بخبث : جايز بس مامتك يا حرام طلعت هربانة من القصر كله
مسك أسد ذراعها واردف بانفعال : قولتي ليها ايه؟ اتكلمي قولتي ايه! ليه أمي يا تسنيم هي ضاقت في وشك للدرجة دي، ردي عليا! أنتِ عارفة أنا معنديش أغلى منها تزعليها ليه؟ انطقي
أنت تقرأ
عشق الرعد
General Fictionفتاة في مقتبل عمرها ذو صفات كثيرة سيئة، أولها الأنانية والغرور، تعيش بحرية أعطاها إياها والدها، وثقة جعلتها تفعل خطأ من خلفه، حين أدرك خطئها وأنه تكرر؛ بسبب حبه وثقته التي أغدقها بها قرر زواجها من شخص، بينما يعيش بطلنا حياة هادئة لا يوجد احد فيها س...