الفصل الثامن
في صباح يوم جديد وبعد مرور حوالي خمس سنوات من يوم الحادث المريع، فتحت بطلتنا عيناها ببطء على صوت المنبه ثم اعتدلت جالسة، وقفت واتجهت إلى الحمام تلتقط الفرشة الخاصة بها وبدأت تغسل أسنانها
وفي نفس الوقت وصل بطلنا من سيناء واتجه إلى غرفته مُباشر يغسل أسنانه هو الآخر، تأمل الفرشة الصغيرة التي ما زالت مكانها رغم مرور سبعة عشر عامًا على اختفاء صاحبتها
توضأ كلاهما واتجه يُصلي كما هو معتاد ثم طوت بطلتنا السجادة واتجهت تجذب الميزان، صرخت قائلة : اتنين وسبعين ليه! يا رب أنام اقوم ابقى خمسة وخمسين
اعادته مكانه ثم خرجت تحضر زجاجة ماء وبدأت تشرب على الريق، ثم اخرجت إدناء جملي اللون ونقاب أسود، بدأت تضع مرطبات على وجهها وفوقها صن بلوك، وتضع كريمات كثيرة فهي شغوفة بما يدعى الاسكين كير
ارتدت ملابسها وثبتت نقابها من كلتا الجهتين ثم قالت : عسل يا آيسل، ولا النقاب نفسه يقدر يخفي جمالك، بس الإدناء عجز عن أنه يخفي وزنك الزايد، تحيا مصر
وضحكت بمرح ثم خرجت تفعل الإفطار لها ولأخواتها، خرجت سحاب قائلة : عايزة اكل بيض بالبسطرمة
ردت آيسل بلامبالة : اعمليها لنفسك يا كتكوتة، انا لبست هدوم الشغل خلاص وهعمل سندوتش واطير
جذبت سحاب منها العيش قائلة بغيظ : مفيش أكل
ردت آيسل بانزعاج : مش عايزة، صباح منيل بنيلة لما شوفت خلقتك يا شيخة
وخرجت بعدما اخذت حقيبتها ثم قامت بإغلاق الباب بقوة، اتسعت عيناها وهي تقول بحماس : عمو يوسف يا صباح الجمال
رد يوسف بضحك : يا صباح السكر على عيون آيسل هانم، تعالي هنا جنبي
واتجهت تجلس بجانبه على طرف السلم، وكعادتها تضع يدها على وجنتها وتستمع إلى حديثه، اوه وكم تعشق هذا الرجل الحنون ذو القلب الكبير، تحدث بإبتسامة : أنتِ بتبصي عليا كدة ليه!
ردت آيسل بعفوية مرحة : مش عايز عروسة، طب اقولك على حاجة لما بشوفك الصبح كدة بحس بحماس غير طبيعي للشغل، وبحس إن في خير هيحصل
رد يوسف بضحكة بسيطة : خير اكتر من إني في حياتك
لمعت الدموع في عيناها وشهقت بخفة قائلة : لا، طب تعرف أنا بحبك اوي والخمس سنين اللي قضيتهم جنبك كانوا أجمل خمس سنين في عمري
تحدث يوسف بمرح : ليه أنتِ عمرك قد ايه يا زقردة؟
ردت آيسل بثقة : عشرين، انا عايشة بقالي أربع خمسات منهم خمسة جنبك، عقبال ما اكمل الـ .. لا بقولك ايه عقبال ما تسلمني لعريسي
ضحك يوسف بخفة ثم قال : وش كدة! زهقتي مننا ولا ايه؟
هزت رأسها بالنفي قائلة : لا يا عمو انا زهقت من سحاب اوي، أووف يا ساتر كرهتني في حرف السين كله
أنت تقرأ
عشق الرعد
General Fictionفتاة في مقتبل عمرها ذو صفات كثيرة سيئة، أولها الأنانية والغرور، تعيش بحرية أعطاها إياها والدها، وثقة جعلتها تفعل خطأ من خلفه، حين أدرك خطئها وأنه تكرر؛ بسبب حبه وثقته التي أغدقها بها قرر زواجها من شخص، بينما يعيش بطلنا حياة هادئة لا يوجد احد فيها س...