عشق الرعد الجزء الثاني

11.4K 778 141
                                    

الفصل الحادي عشر

بعد مرور خمسة أشهر
في ليلة ممطرة على غير المعتاد، تصاعد صوت بكاء طفل صغير يعلن قدومه للحياة، أما ما انجبته فلا صوت لها، نظر يعقوب باتجاه والده ثم ربط على فخذه قائلا : أهدى يا بابا سيلا هتبقى كويسة

هز رأسه ثم وقف يسير في الطرقة، في حين ارتسمت إبتسامة واسعة على ثغر كرم وهو يقول : الحمد لله، نورت الدنيا كلها يا أغلى هدية من أغلى حد

استمع له يوسف ولم يُعلق، ساعتين مروا ثم فاقت سيلا ودخل كرم لها، وقف يوسف على الباب يتابع الاثنان وقد شعر بأنه مجرد إضافة لا مكان لها في حياتهم، انطلق يعقوب للداخل ثم قال : ممكن اشوف النونو يا سيلا

خرج يوسف من الغرفة وسيلا تتابعه، تجمعت دموعها لكنه اصطنعت اللامبالة، قَبل يعقوب الصغير ثم كاد يتجه للخارج فقالت سيلا : رايح فين يا يعقوب؟

يعقوب ببرائة : بابا قالي أنتِ والنونو وعمو عيلة، وانا عيلة بابا، كل واحد يقعد مع عيلته عشان متزعلش صح ؟

هزت رأسها مؤكدة وفور خروجه انسابت دموعها، تحدث كرم : ليه بتعملي فيه كده؟

سيلا ببكاء : أنت مفكر اللي عمله فيا سهل، دا جزء صغير منه بس والله ما هو هاين عليا .. اللي بره ابن زينة ودا ابنك يا كرم، شوفت الدنيا قد ايه ظالمة

مسك كرم يدها ثم قال : أنا بحبك يا سيلا ولآخر لحظة بس بحترم حبك ليه وانتم تقدروا يا سيلا تعدوا دا كله، تقدروا تخلوا في ولاد ليوسف وسيلا

اجل نستطيع لكن بعدما نتجاوز امر الماضي، في حين عشق كانت تتمدد على السرير ومتجهة لغرفة العمليات، تحدثت بتعب : عايزة اشوف يوسف يا رعد

اخفى القلق ببراعة ككل مرة يتركها في نفس المكان، وضعها يكون الأسوأ لأجل الجنين، رن على يوسف الذي أتى سريعًا فهو في نفس المستشفى، دخل الغرفة ومسك يدها قائلاً : عايزة ايه يا ارنبة

اقترب منها فاردفت بدموع تنساب : عايزة اطمن عليك، مش عارفة هطلع ولا لا بس لو حصلي حاجة اعرف اني روحت وانا شايلة همك

انحنى يضم عشق بقوة ثم بكى، همس في أذنها : يرضيكي تسبيني اضيع أكتر منا

نفت برأسها ثم طبع قُبلة على جبينها وخرج، دخلت العمليات ولحقها رعد بعد وقت، عاد حيث سيلا وجدها تنظر لابنها فاقترب يحمله منها ثم قال : سمتوه ولا لسه؟

ابتسم كرم له قائلاً : ما تقترح كدة، لسه مقررناش

رد يوسف وهو يمسك يد الصغير : غيث، الليلة اللي اتولد فيها مش مبطلة مطر

وقف كرم ثم ربط على كتفه قائلاً : وهو غيث يا يوسف

نظر باتجاه سيلا التي تتابعه بإبتسامة، دخل الطبيب قائلاً : سلام عليكم، ازيك يا مدام سيلا؟

عشق الرعد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن