الفصل الثالث
الأم
مهما كانت سيئة معنا، ومهما كانت لا تجيد التعامل، ومهما كانت شخص مؤذي لنا لكن فكرة فراقها مؤلمة، ما بالكم بالأم الصالحة التي اقرب للذات من الروحمرر رعد يده على جبينها وبيده الآخرى يمسك يدها، الثرثارة صاحبة أكبر رأس يابس مر عليه في حياته، لم يجد منها ما يدفعه نحوها لكنه لا ينكر أن نظرة عيناها تكفي له، تمارس سحر غريب عليه وعلى أولاده
دخل يوسف قائلاً بلهفة : عشق
اقترب يُقبل جبينها ويدها وهو يكمل : حرام عليكي، وقعتي قلبي وراكي يا عشق، مالها يا رعد
نظر رعد باتجاهه ثم قال : أنيميا حادة والدكتورة بتقول ضعيفة اوي جسديًا وفي نقص حاجات تانية
مسك يوسف يده الموضوع بها إبرة المحلول ثم قال : أنا هاخدها عندي البيت يا رعد، بكفاية أنا حاسس إنها مضغوطة عندك بما فيه الكفاية
نظر رعد باتجاهها ثم قال : لا أنا هاخد بالي منها، متقلقش
وعاد يُقبل جبينها ثم سند رأسه بجانب رأسها، تحدث يوسف بهدوء : لولا منا واثق إنك متكذبش كنت قولت فاكر وبتمثل
نظر رعد له قائلاً : هو أنا كنت بحبها اوي بجد؟
ابتسم يوسف بخفة ثم قال : لو مش اوي مكنتش رجعت تاني، واظن عشان عملت معاك كل خير
رعد بإبتسامة طفيفة : ناقص تاكلني يا يوسف
يوسف بإبتسامة : من الغيرة، إياك وغيرة عشق عشان ممكن تصور قتيل فيها
ضحك رعد بخفة ثم خرج يتنفس قليلاً ويطمئن الأطفال، عاد رعد يجلس بجانبها وفتحت عيناها، نظرت له قليلاً ثم باتجاه يوسف الذي قَبل جبينها
عشق بحزن : يوسف جهز شقة بابا ليا، أنا هرجع المنصورة مع الولاد، معتش هقعد هنا لحظة
شعرت برعد يترك يدها، نظرت له قائلة : مش هتمنعهم مني
هز رأسه بتأكيد ثم اقترب يُقبل جبينها، مسكت ذراعه تجعله يبقى قربها اكبر وقت ممكن، ابتسم بخفة وحزن ثم خرج، صفق يوسف لها قائلاً : براڤو عليكي يا عشق يا اختي، السفر ده عين العقل ولما يفتكر ويعرف إنك شغلتي عفاريتك عليه بعدين بعدتي ويطلقك يبقى غلطان
عشق بهدوء : هو عارف إن أنا قدرتي على قدي
حرك رأسه متسائلاً بحزن : ليه يا عشق؟ ليه على قدنا، ليه نعمل فيهم كده ونبقى عايزين يقدموا عمرهم عشان نفضل وفي أول مطب نبعد، ليه انا وأنتِ وحشين
جلس على طرف السرير والدموع تلمع في عيناه، تحدث بألم : أنا مش بقدر افكر كتير إن كرم اخد حق هو حقي لوحدي، وإن غيث هيفضل أكبر ألم ليا طول منا عايش، وإن النظرة في عينه هتحسسني بذنبي الكبير ضدها وهتفكر إن كرم ... أنا السبب، هي فضلت تستناني كتير اوي يا عشق وكمان اتحملت إني اروح لحضن واحدة تانية و ... هي كانت عارفة إني بحب غيرها وقعدت عشان بتحبني
أنت تقرأ
عشق الرعد
General Fictionفتاة في مقتبل عمرها ذو صفات كثيرة سيئة، أولها الأنانية والغرور، تعيش بحرية أعطاها إياها والدها، وثقة جعلتها تفعل خطأ من خلفه، حين أدرك خطئها وأنه تكرر؛ بسبب حبه وثقته التي أغدقها بها قرر زواجها من شخص، بينما يعيش بطلنا حياة هادئة لا يوجد احد فيها س...