الفصل الرابع عشر
على عكس المتوقع فقد عادت عشق مع رعد ابنها وليس فهد، ظل فهد في المنصورة مع أخته وزوجته والطفل، لكن مع إصرار عشق ذهب رعد بها هي وزوجته، فور وصولها القصر نزلت عشق الكبيرة كالعاصفة تبحث عن زوجها في كل مكان
دفعت باب المكتب بانفعال واضح سرعان ما اصطدم بالحائط، رفع رعد عيناه سرعان ما ابتسم تلك الإبتسامة التي تجعل كل غضبها، كبتها، إنفعالها ينسحب ويحل محله إبتسامة مماثلة
عشق مهلاً!
لقد أتيتي لأجل مشكلة كبيرة، أين الثبات؟ أي ثبات في وجود رعد الشافعي صاحب الغمازات! وقف قائلاً بإبتسامة بسيطة : برضو عملتي اللي في دماغك وجيتي نص الليلتحدثت بانفعال : أنت كمان لسه هتتأمر! أنت ليك عين يا رعد؟ لا والله ليك عين!
ضيق رعد عيناه واردف : قولتي ايه؟
صرخت عشق بغضب : بقول ليك عين ومش خايفة منك، أنا أصلا مش قاعدة ليك هنا يا رعد سامع؟ قولي كده أنت متجوزني ليه؟ اقولك انا عشان بس اخلف عيال، انا احمل واخلف وأنت تربي وتسهر وتأسس وتعلم، ولما يحصل مصيبة تشيل الليلة على بعضها، كل حاجة أنت لوحدك طب فين عشق يا رعد؟ فين شريكتك في الدنيا؟ ماتت مفيش هو رعد كده لوحده
استغفر ربه عدة مرات ثم قال : خلاص ولا لسه في حاجة؟
انزلت عيناها باكية واردفت : لا خلاص وبكره الصبح هرجع المنصورة، وأنت اشبع بحياتك لوحدك، انا مش عيلة معاك ومش بينا الف سنة عشان تعاملني كأني طفلة، أنا مش كريستال يا رعد
تحدث بهدوء : أنتِ اغلى من اي حاجة
ما هذا؟ نرجو من سيادتكم وضع لاصق على فم رعد، عشق الآن غاضبه كل الغضب منه، ردت بحدة : كلامك دا معتش ياكل معايا عيش، ولو مفكر نفسك أنت اللي جامد ف أنا واحدة يتيمة، أنا دوقت اللي أنت دوقته يا رعد بزيادة سامع؟ أنا أقدر ابقى سند وضهر ليك في كل الأوقات بس مش هيحصل عارف ليه؟ لأنك اختارت وانا عايزة اتطلق
لم يتمكن رعد من إخفاء ضحكة بسيطة، مرر يده على ذقنه واردف : بسيطة، ممكن تعدي عدد شعر راسك ولو قدرتي توصلي لعدد صحيح نطلق يومها، او ممكن مثلاً لما تشوفي ودنك من غير مرايا وقتها نطلق
اقترب رعد منها بخطوات بسيطة جعلتها تخافه وتتراجع، ضغط على ظهره يقربها له ثم خلع نقابها، فك قيد خصلاتها القصيرة، الكثيفة المحببة لقلبه، دفن وجهه في تجويف عنقها هامسًا : تعرفي كم حسنة في ضهرك؟ تعرفي إنك قعدتي ساعتين كاملين تجمعي في الكلام ده ونسيتي نصه؟ تعرفي إنك خايفة الوقتي اتعصب عليكي أو اعمل العبط اللي عايزاه؟ تعرفي إني حافظك اكتر من نفسك وعارف إن أنا لو قولتلك هتتعبي جامد مني، كمان هتفضلي تعيطي وهتبقى خايفة تخسريني ذي والدك، هتقعدي سهرانة طول الليل تبصي ليا وبس، عشق أنتِ حتة مني وأنا حافظك اكتر من نفسك
أنت تقرأ
عشق الرعد
General Fictionفتاة في مقتبل عمرها ذو صفات كثيرة سيئة، أولها الأنانية والغرور، تعيش بحرية أعطاها إياها والدها، وثقة جعلتها تفعل خطأ من خلفه، حين أدرك خطئها وأنه تكرر؛ بسبب حبه وثقته التي أغدقها بها قرر زواجها من شخص، بينما يعيش بطلنا حياة هادئة لا يوجد احد فيها س...