الفصل العاشر
بعد مرور ستة أشهر كاملين
الأيام تمر دون العبء ما إن كان الجميع سعيد أم لا، هي فقط تمر ولم نعد نشعر بها كالسابق، فقد بات اليوم يمر وكأنه دقائق فقط، والدقائق كأنها ثوانٍاقتحمت شغف غرفة الجلوس وهي تمسك رأسها؛ بسبب زوجة أخاها فهد التي تكاد تجعلها تُجن من أفعالها، رفعت عشق عيناها واردفت بقلق : في ايه؟
ردت شغف بجنون : مرات ابنك هتجنني، متخيلة إنها نايمة على جنبها بتتكلم مع معاذ الطفل وبتحكي ليه عملت ايه في الامتحان
رفع رعد الكبير عيناه من ذاك الكتاب الذي يقرأه يستمع بانتباه لها، سرعان ما لمعت إبتسامة خفيفة على فمه من تلك المجنونة التي بقت في منزله، وكانت سبب كل البهجة
اردفت عشق : ما تحكي يا بنتي فيها ايه!
جلست شغف قائلة : المشكلة مش في كده، المشكلة إن معاذ نايم على ضهره بيبص ليها وساكت وبيسمع، مش بس كده دا لما بتزعق وتتريق على الدكاترة بيقعد يضحك كأنه فاهم، هتجنني، دي برمجت الولد خلاص
ضحك رعد الكبير بخفة كذلك عشق التي قالت : لا عادي، علاقة محدش فاهمها لحد دلوقتي
صمتت قليلاً واردفت بصراخ : دي بتوريه صور العيلة كلها وبتشرح ليه مين دا ومين دي وبيبقى ساكت وبيسمع، الطفل بيسمع ليها يا ماما!
أتت آيسل في هذه اللحظة وهي تحمل الطفل الذي ما إن رأى جده وجدته بدأ يصفق بمرح طفولي، جلست آيسل تُقبله بعمق قائلة : يا نهار أبيض على اللي هيجنني دا بحلاوته! بحبك
صاح الطفل وهو يحرك يديه بعشوائية فأشارت شغف لهم بمعنى "هل تأكدتم؟ "، بدأ يحاول إزاحة النقاب فاردفت : عيب يا معاذ افرض حد جيه الوقتي
صاح بحماس طفولي وهو يتركه فصرخت شغف : يا ماما شايفة بعد أيده إزاي، البت دي مش سهلة، دي شكلها عاملة عمل للطفل يا ماما
انفجرت آيسل ضاحكة كذلك معاذ يفعل مثلها، وفي هذه اللحظة دخل أسد الذي حمل معاذ يلقيه في الهواء بعشوائية، صرخت آيسل : أسد حاسب
وضعت يدها على قلبها وانزلت عيناها بخوف تبكي، عادت ترفعهم وجدت الطفل يضحك، واردف أسد : متبقيش كده، الولد مبسوط بأفعالي صح يا معذة؟
ردت عشق الكبيرة بحزن : سليم فايته كتير
جلس أسد يحمل معاذ واردف : الامتحان كان عامل ايه يا آيسل؟
أشارت على نفسها بخبث : امتحاني أنا؟ يعني كان غلس شوية بس الحمد لله
رد أسد باستنكار : آيسل!
ضحكت بخفة وهي تنظر باتجاه عشق قائلة : مش فاهمة يا ماما، حضرتك فاهمة حاجة؟
ردت شغف بضحك : امتحان تسنيم يا آيسل، مش محتاجة يعني!
أنت تقرأ
عشق الرعد
General Fictionفتاة في مقتبل عمرها ذو صفات كثيرة سيئة، أولها الأنانية والغرور، تعيش بحرية أعطاها إياها والدها، وثقة جعلتها تفعل خطأ من خلفه، حين أدرك خطئها وأنه تكرر؛ بسبب حبه وثقته التي أغدقها بها قرر زواجها من شخص، بينما يعيش بطلنا حياة هادئة لا يوجد احد فيها س...