الفصل الثامن
جلست عشق الصغيرة بجانب آيسل التي تشعر بالقلق الشديد عليها، ظلت تنظر أمامها لدقائق دون حديث ولم تشعر بدموعها التي انهمرت، مررت آيسل يدها على وجهها ولم تتحدث
تحدثت عشق بهدوء : بالنسبة ليا لو اللي بحبه خاني بجسمه ممكن في يوم اسامحه بس بمشاعره مش هقدر، أنا حبيت رعد من زمان اوي وأنتِ عارفة، أنا عافرت كتير عشان اوصل لهنا بس لما وصلت ماتت عشق
نظرت آيسل لها فأكملت : مش هقدر اقعد هنا يا آيسل، أنا هاخد ابني وهبعد
وقفت عشق واتجهت بسرعة تحمل ابنها، كالمجنونة التي تفر من منزل مكدس بالأشباح، انفجرت آيسل باكية في حضن الفهد الذي يعتبر بالنسبة لها الأفضل وسط أخواته
اجتمع الكل في مساء اليوم، أسد شارد الذهن يجلس بعيد عن تسنيم، رعد وحيد يفكر في ذهابها، شغف تنشغل مع والدتها، فهد ينشغل مع زوجته ويتهامس معها
تحدث وهو يضغط على أنفها : كفاية بقى، متقلقيش ذي ما بقينا كويسين كلهم هيبقوا كويسين
ردت هي بحزن : أنا بفكر إنك مهما تعمل تستاهل تتسامح، بس مع صحابي بحس إن لازم كرامتهم فوق كل حاجة، معاك أنا مش بشوف غيرك
رد هو بهدوء : عشان أنا بحبك وبتحسي بده
مررت أنفها أسفل النقاب على أنفه هامسة : أنا اللي بموت فيك
منذ سنوات كان يسخر من أفعال اخوه أسد، واليوم هو يقلدها جميعها دون مانع؛ فقد وقف وهو يمسك يد زوجته واردف : تصبحوا على خير
اتجه يُقبل جبين عشق، كذلك آيسل التي قَبلت يدها بالمرة واردفت : تصبحي على هنا يا بت يا عشق، بحبك
أرسلت لها قُبلة قائلة بإبتسامة : اكتر يا قلب عشق
فور خروجهم حملها فهد سريعًا، ابتسمت وهي تحاوط عنقه وتعيش ذكريات تمنتها لسنوات طويلة.. أما تسنيم استأذنت واتجهت إلى جناحها تتحدث مع والدها في الهاتف، تحدث بسام بحزن : يا بنتي تعالي ليا كم يوم بس اطمن عليك ونشوف حل، ارحمي قلبي يا تسنيم أنا هموت وراكي
ردت تسنيم بحزن : بعيد الشر يا حبيبي متقولش كده وبإذن الله قريب اوي جايز اجيلك من غير راجعة
التفتت فوجدت أسد أمامها ينظر لها دون حديث، كأن نظرته ترجو منها فعل هذا به، لأول مرة يريد ذهابها من رأسها، أغلقت مع والدها واردفت : أنا مكنتش اقصد اللي ...
رد بكلمات مقتضبة وهو يخرج ملابس له : ولو تقصدي مش فارقة كتير
بدل ملابسه وخرج من الجناح الذي يجمع كلاهما، اتجه مُباشر إلى منزل خاله يوسف وهذه المرة يرغب فقط في الحديث مع يعقوب، فهو الطفل الذي عاش كل هذا، يريد سؤاله سؤال واحد وبعدها يحدد مصير ذاته، تحدث مع يعقوب ينتظره في الأسفل وانطلق هو..
أنت تقرأ
عشق الرعد
General Fictionفتاة في مقتبل عمرها ذو صفات كثيرة سيئة، أولها الأنانية والغرور، تعيش بحرية أعطاها إياها والدها، وثقة جعلتها تفعل خطأ من خلفه، حين أدرك خطئها وأنه تكرر؛ بسبب حبه وثقته التي أغدقها بها قرر زواجها من شخص، بينما يعيش بطلنا حياة هادئة لا يوجد احد فيها س...