عشق الرعد الجزء الرابع

13.6K 1.2K 140
                                    

الفصل الخامس عشر

في قصر الشافعي
استيقظ فهد وهو يشعر بصداع قوي داخل رأسه، صداع لا يعلم مصدره أو سبب له، خرج من جناحه يبحث عن آيسل بعيناه لكنه لم يجدها، وصل إلى غرفة الإنتظار وجد والده يجلس ويسند ظهره للخلف

رعد شاحب اللون، شارد الذهن، تمدد فهد على الأريكة يضع رأسه على فخذ والده الذي بدأ يمرر يده على جبينه وشعره، تحدث فهد : حاسس بصداع صعب اوي يا بابا

المعتاد من طفولتهم سماع القرآن من رعد، نظر رعد له واردف : تحب أقرأ ليك قرآن؟

لمعت عيناه وهو يؤكد، سمى رعد الله وكاد يبدأ لكنه صمت، وضع يده على جبينه فاردف فهد بقلق : في حاجة يا بابا؟

نظر باتجاه فهد وظل صامت لحظات ثم قال : فهد فكرني كده بآيه الكرسي

كاد فهد يتحدث لكنه صمت وظهر الفزع على ملامحه، اعتدل جالسًا وهو يقول بصدمة : بابا أنا مش فاكر، هقوم اجيب مصحف أقرأ منه، معقول أنا بعدت بالشكل اللي يخليني ناسي القرآن بعد ما ختمته حفظ اكتر من ألف مرة، استغفرك يا الله

اتجه يحضر مصحف سرعان ما فتحه، اعتلت الصدمة ملامحه وهو لا يجد حرف واحد به، نظرته باتجاه رعد جعلت رعد يحلل ما رأه فهد وهنا تأكد من الأمر، تحدث رعد : خلاص يا فهد معتش في حاجة هتنفع، لا الصلاة هتنفع ولا الزكاة ولا اي حاجة، الحكاية خلصت يا فهد

دخلت عشق حينها قائلة بحزن : الشمس طلعت من مغربها يا رعد، دا معناه إننا لو افنينا اللي جاي في عبادة معتش هينفع

أكد برأسه واردف بإبتسامة : عملك الصالح بس، هل عملك يا فهد يدخلك الجنة؟

لم يأتي في باله حينها إلا حين كان يدخن بشراسة، شهق فهد وهو ينتفض جالسًا واردف : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لا حول ولا قوة إلا بالله

مرر يده على وجهه ثم وقف واتجه للحمام يأخذ دش سريع، ارتدى ملابسه وخرج وهو يسترجع القرآن داخله، وجد الجميع كما تركهم واتجه يرتاح، جلس بجانب آيسل يحاوط كتفها فاردفت : أنت لحقت؟ مكملتش ساعة

لمحت الإرهاق على ملامحه سرعان ما استند على جبينها، ابتسم يوسف بخفة ثم نظر باتجاه رعد بانتباه قائلاً : لوهلة حسيت إننا عملنا كل الصح، وبجد مبسوط أنهم مطلقوش

ابتسم رعد بخفة وهنا ذهب آدم من وسطهم، الأمور تظهر كأنها طبيعية لكنها غير ذلك، وقف ريان الصغير وكاد يذهب لكن رعد الكبير ناد له : ريان تعالى

اتجه له قائلاً : نعم يا جدو؟

رد رعد بإبتسامة طفيفة : هو أنا لما بتكلم في أمور مهمة بتكلم فين؟

رد ريان بعفوية : في المكتب

مد رعد يده قائلاً : شد جدو بقى خلينا نروح المكتب

عشق الرعد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن