_ متعرفش طريق يا واحشني رُد عليا إزيك سلامات أروحله منين بعد إذنك؟
_ نعم!
_ لا مش هقول كل دا تاني.
_ أيوا يعني حضرتك جيتي وقعدتي بدون استئذان، عايزة إيه بقى؟
_ شُفت حضرتك ماسك كتاب ومندمج أوي وبتشرب القهوة، فجيت أسأل ليه أنا مش بحب أقرأ مع إن طول عمري بشرب قهوة عادي!
_ إبقي إحتسيها، متشربيهاش.
_ هنستظرف!
_ يعني حضرتك إللي بتتكلمي جد!
_ على فك...
لقيت إللي بيشدني ويعتذرله_ إحنا أسفين يا أستاذ،
إنتِ يا زفتة أسيبك وأروح الحمام دقيقتين ألاقيكِ قاعدة معاه، مش كفاية ممشيانا ورا أهله.
_ ألاه كنت بستفسر إستفسار صغير.
_ يله يا نسمة يله ربنا ينجدنا من الهطل دا بقى.
_ يستي كنت عايزة أعرف كام معلومة بس فيه إيه.
_ بالله عليكِ قوليلي إنتِ متعرفيش إيه عنه!
_ هو عشان عارفة إن عنده 24 سنة، وهو أكبر إخواته، وعنده أُختين، وخريج حاسبات بس بيشتغل مع خالُه في شركتُه، وبيحب القرأة والقهوة وعصير القصب، وباباه دكتور ومامتُه زميلة باباه وكانوا مع بعض في نفس الكلية، وبيحب يمشي شوية كل يوم الصبح على الساعه 5 كدا، وبيروح الجيم حد وتلات وخميس، وطوله 179سم ووزنة 80ك، وعارفه عنوان بيته ورقمه، أبقى عارفة عنه كل حاجة! يا شيخة حسبي الله ونعم الوكيل.
_ دا إنتِ إللي حسبي الله فيكِ وفي إللي يعرفك يا شيخة.مش عارفة مضايقة نفسها ليه، إيه يعني لما أقعد معاه شوية، أستفسر إستفسار صغيور، يسألني عامله إيه أقوله بخير بوجودك!
_ هتبطلي تدخلي على الأكونت بتاعه لحد إمتى يا أنسة نسمة!
_ لحد مأعرف هو فين ومختفي ليه، بقالُه شهر مش عارفة عنه حاجة ولا بيروح الكافية ولا بيتمشى الصبح ولا أي حاجة.
_ ما يمكن سافر مثلًا!سافر! يعني إيه سافر! إزاي أصلًا هو أي هبل وخلاص! والله عال، لما أشوفه بس.
شفته وأنا راحه الشغل وبدون تفكير روحتله_ ممكن تقولي كنت فين كل الوقت دا؟
_ أفندم!
بعصبية_ لا مبهزرش، بقالك شهر مش بتروح الجيم ولا الكافية ولا بتتمشى الصبح ولا أي حاجة، فين بقى كل دا !!
إستدركت إللي عملته وحسيت إني لبخت الدنيا سيكا.. كتير، لبختها كتير.
_ أنا أسفة، عن إذنك.
_ نسمة إستني.نسمة! هو عارف اسمي! عارفني! وقتها حسيت إن بقى ليا جناحات، حسيت إن الشارع مش مكفيني، عايزة أطير، كل دا من مجرد اسم!
_ نعم.
_ ممكن لو فاضية نروح مكان نقعد فيه شوية!هو أنا لو مش فاضية هقولك لا أصلًا، لا لا لا دحنا كدا بنتطور، يعني عارف اسمي وعايز يقعد معايا في مكان، معايا أنا!
_ أيوا قدامي ساعة كدا.
_ تمام اتفضلي._ نسمة إنتِ مفكرة إني معرفكيش! أنا بعرف مين دخل الأكونت بتاعي بطريقة ما، بشوفك نايمة فيه تقريبًا كل شوية تدخليه، ومَشيك ورايا في كل مكان، بشوفك وبعمل عبيط عشان متتحرجيش، رسايل صراحة إللي بتبعتيها وكل مرة بتنسي تخفي إسمك، كل مرة يا نسمة، أنا عارفك من قبل موقف الكافية يا نسمة.
رديت بإحراج_ إحم، أستأذن أنا بقى عشان ورايا شغل.
ابتسم إبتسامة خفيفة، ويا بخت الناس إللي في حياته يا رب_ ممكن تقعدي، أنا لسه مخلصتش كلامي.
_ إتفضل.
_ أنا معنديش حاجة أقدمهالك يا نسمة.
_ مش فاهمه!
_ يعني معرفش أقول كلام حلو، معرفش أواسي، معرفش أطمن على حد كل شوية، معرفش أكون مُلزم بشخص، معنديش مشاعر أقدمها لأي حد، معنديش أي حاجة بجد.
_ وكل دا ليه!
_ مشاكل بيني وبين بابا، فاضية تسمعي!
_ أفضالك.
_ أنا معرفش حاجة عن بابا غير إنه بيشتغل عشان يجبلنا فلوس، وهو ميعرفش حاجة عني غير بردوا إني بشتغل، ميعرفش عندي كام سنة، مش مهتم يعرف، ميعرفش بحب إيه، بكره إيه، إيه أحلامي، يا ترى بحب شغلي ولا لاء، ميعرفش مصاحب ناس كويسة ولا لاء، بمشي إمتى، بعمل إيه في حياتي، بقعد فين، بقابل مين، ميعرفش حاجة خالص يا نسمة.
_ طب مجربتش تكلمه!
_ جربت، وكان كل مرة بيواجه كلامي بضحكة استهزاء، بيستهزأ بيا وبمشاعري، أفتكر مرة وأنا صغير كنت عايز لعبة مُعينة وعيطت كتير، ضربني وفضل يزعق فيا ويقولي مفيش راجل بيعيط، يعني إيه مفيش راجل بيعيط! في 3ث لما مجبتش المجموع إللي هو بيحلم بيه حرمني من المصروف لحد الآن، من وقتها بقيت أشتغل حاجات كتير، كل حاجة تقريبًا عشان أصرف على نفسي، ويوم تخرجي إستنيته يجي، إستنيته يفرح معايا ويحضني ولو مرة زي باقي صحابي، تعرفي!
_ عرفني.
_ أنا عمري ما حضنت بابا، معرفش يعني إيه حضن، كنت بتكسف وهو مكنش بيحب الحاجات دي.
_ طب كنت فين الشهر إللي اختفيت فيه دا؟
_ كان هو في المستشفى، مرة واحدة وقع رُحنا المستشفى قالوا إن مفيش حاجة خطر أوي بس السُكر قل فجأة، أنا مكنتش أعرف إن بابا عنده السُكر أصلًا، معرفش حاجة عنه خالص.
_ محاولتش معاه تاني بعد ما تعب كدا، مش خايف يروح منك فجأة وإنتوا بُعاد عن بعض كدا!
_ معرفتش للأسف، قلبي بقى جامد، مش عارف أضحك معاه، وأحكي له حصل إيه معايا، مش عارف أقعد معاه حتى، هو معودنيش على كدا طول ال 24 سنة، هاجي إزاي أعمل حاجة لوحدي! إزاي هاخد خطوة وهو بعيد عني أميال!